بخلاء في عمل الخير وكرماء في تقديم المال للميليشيات ، لم ينقادوا طواعية لمساعدة المحتاج واطعام الجائع ومعالجة المريض وانقادوا بالغصب لتلبية مطالب مشرفي الميليشيات لدفع الاتاوات والمبالغ الطائلة بحجة المجهود الحربي ودعم الجبهات ، لم يشفقوا على احوال الفقراء من ابناء محافظتهم والنازحين إليها واستمعوا واطاعوا قيادات جماعة الحوثي القادمة من خارج إب ومن تحوث معها من داخلها ليلبوا اوامرهم مباشرة بدفع المبالغ التي يفرضونها عليهم دون تأخر او تراجع ، اولئك هم تجار إب الذين احرموا الفقراء والمحتاجين من صدقات اموالهم فسلط الله عليهم الحوثي يستغلهم وينهبهم دون ان يحركوا ساكناً او يأخذوا العبرة وذلك لانهم عاملوا جماعة الحوثي ولم يعاملوا الله ويخافوا من الميليشيات ولم يخافوا من الواحد الاحد .
أمراة نازحة تموت جوعاً هي وابنتها في احد دكاكين مدينة إب ، اسر فقيرة تتضور جوعاً لا تجد لقمة العيش ، امراض لا يجدون قيمة الدواء ، حالة مأساوية وظروف معيشية صعبة في محافظة إب وتجد تجارها ورجال الاعمال لم يتصدق إلا القليل منهم بالشئ القليل وجميعهم ينفقون بسخاء ويقدمون الهبات والهدايا لمشرفي الميليشيات ومسؤولي الانقلاب .
مرضى الفشل الكلوي يعانون الموت في مستشفى الثورة بإب وتجد التجار لم يقدموا شئ لهذا الجانب إلا من رحم الله مما اضطر الكثير من النشطاء للتحرك خارج إب للبحث عن دعم من رجال الخير لشراء غسلات لمرضى الفشل الكلوي ، واما تجار إب وكبار مغتربيها لم يهمهم هذا الامر ولو قدم كل منهم نسبة 5% ممايقدمونه للميليشيات لانقذوا كل مرضى الفشل الكلوي بل لوفروا الغذاء والدواء والكساء لكل فقراء إب والنازحين فيها .
احد تجار العدين ذهب اليه احد المحتاجين ليطلب منه سلة غذائية ليسد بها رمق جوعه ، فرفض ذلك التاجر ان يساعده مدعياً انه خسران ومافيش ربح ولا حركة ولا عائد وغير ذلك من الاعذار ، وبعد يومين ذهب ذلك التاجر لأحد فنادق إب يريد مقابلة احد مشرفي جماعة الحوثي ولما قابله صافحه وقال له نريد ان نتعرف ووضع في جيبه حزمة من الفلوس قدرها خمسمائة الف ريال ، فسبحان الله على هذا التاجر الفاجر الذي رفض ان يساعد جائع قد جاء يطلبه سلة غذائية لا تتجاوز قيمتها خمسة عشر الف ريال بينما ذهب إلى مشرف حوثي لم يطلبه وقدم له خمسمائة الف ريال ، الا يعني هذا ان ذلك التاجر يتقرب بماله لجماعة الحوثي ولم يتقرب بماله إلى الله عز وجل !
هل تصدقوا ان احد اعضاء اللجنة الثورية اجتمع مع الغرفة التجارية وجمع منهم خلال خمس دقائق مبلغ سبعون مليون ريال وصادر ذلك المبلغ لجيبه الخاص ، بينما استغاثات مرضى الفشل الكلوي لم تجمع لهم ربع هذا المبلغ من التجار لو جلست تمر عليهم مدة عام كامل .
اغلب مشرفي جماعة الحوثي اصبحوا في ثراء وبنوا الفلل الضخمة واشتروا الاراضي والسيارات الفارهة ، وكل ذلك ببركات عطايا تجار إب الذين لا يمتلكون ضمير ولا ذرة ايمان نسأل الله ان ينتقم منهم ويحرمهم من ارزاقهم مثلما حرموا الفقير والمحتاج والمريض من صدقاتها .