تتسارع الأحداث ميدانياً في اليمن، وتتواتر التقارير والتحليلات عن قرب نهاية الانقلاب الذي قادته ميلشيات الحوثي وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، وبدأ اليمنيون ينظرون إلى الغد ويعملون من أجله متجاوزين مرحلة صعبة من تاريخ بلادهم، وهي المرحلة التي تم رهن اليمن فيها إلى إرادة الشر في إيران وعملائها.
لم تكن عمليتا «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» مجرد تحركات عسكرية لإعادة شرعية إلى بلد تم الانقلاب فيه عليها، بل كانتا حجري أساس لزمن قادم لأرض كانت إشعاع حضارة وكانت نقطة لالتقاء خطوط التجارة منذ أمدٍ بعيد، وهو الزمن الذي يبقى فيه اليمن عربي الانتماء، مشاركاً في نهضة أمة لا يجهل أحد أنه مهدها الأول، وموئل حضارتها على مدى قرون.
اليمن السعيد يتزين للمستقبل، والعرب في انتظار دوره القادم، هذه حقائق وليست أمنيات لن تستطيع آلات إعلام طهران وأذنابها في بلاد العرب طمسها.. فمساحة الشرعية تتمدد وضاقت بذلك مساحات المناورة أمام الانقلابيين، وعلت نبرة الحديث عن الغد المشرق لتسكت بذلك أصوات الرصاص وتبدد دخان المعارك.
اليمنيون بدأوا في الحديث عن المستقبل، وتجاوزوا مرحلة الحوثي وصالح وما خلفتها من آلام، وها هو ملف إعادة الإعمار قد ظهر على السطح يبشر بمشروعات تنقل اليمن إلى موقعه الطبيعي كدولة ذات تاريخ وحضارة، بعد أن كان الانقلابيون قد أوشكوا على تحوليها إلى مستعمرة إيرانية تصدر الأذى إلى دول الجوار.
عودة الشرعية في جميع أرجاء اليمن تؤذن بإعادة إحياء مشروع مناطق للتجارة الحرة بين المملكة والجمهورية اليمنية، وهذه المناطق تعكس الفارق بين رسالة المملكة نحو يمنٍ مستقر سياسياً مزدهر اقتصادياً، وبين الرسالة الإيرانية التي سعت إلى تدمير اليمن وتحويله إلى معسكرات موت وخراب له ولجيرانه.