أن تصرخ من أن أجل الحق، تلك هي الإرادة، أن تدفع الظلم ذلك هو البقاء من اجل الحياة الحرة الكريمة، ان تدفع الشر وتقف في وجه الأعاصير مهما كان الحال ومهما تقلبت الأحوال وزينت الاقوال، وتلونت الأفعال صدقا ام ضربا من المجاملة ودق الطبول، فتلك الرسالة التي يسعى الانسان لتحقيقها بالجهد العارم ونحت المصير بلا كلل، يحققها بالإيثار والعطاء ونضال البقاء.
وعندما صرخ أبو ذر الغفاري في المدنية، في زمن عثمان ابن عفان رضي الله عنه بقوله "عجبت لمن لا يجد قوت يومه لا يخرج شاهرا سيفه ".. صرخ أعضاء هيئة التدريس في القرن الواحد والعشرين بأسلوب آخر كفله الدستور والقانون – في زمن عز فيه من يؤمنون به - كانت صرختهم من خلال إضرابهم " لا عمل بدون مرتبات .. الا المرتب فالراتب حياة ".
فبعد انقطاع المرتب لمدة خمس أشهر متتالية، أرادوا ان يسمعوا من لا سمع لهم ..وان ينصت لمعانتهم وانينيهم، وتدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي نتجت عن السياسة وأهلها، عن الطامحين لكرسي السلطة حتى لو افتقر كل فئات المجتمع.
وكما كان حال أبو ذر أن ينفى الى مدينة الربدة، ها هم أعضاء الهيئة الإدارية في نيابة الأموال العامة توجه لهم تهم التعامل مع العدوان والخيانة الوطنية، واقلاق السكينة العامة، ومنهم ترسل له فرق مصاصي الدماء و الموت السرية تطارده وتطلق عليه النار من فوق دراجه نارية، كما حدث مع الزميل الدكتور علي البريهي، عميد كلية الاعلام سابقا في مساء يوم الاحد المنصرم.
وهكذا تتجلي مظاهر الإرهاب والقمع الفكري ضد كل من تسول له نفسه ان يقف في وجه دعاة السلطة الجديدة، التي تدير مقدرة الوطن لتعيش هيا فقط.
موقف كهذا هو نتيجة طبيعة متوقعة كنا ندركها سابقا، لكن الامر المحزن والمؤسف ان تجد بعض أعضاء هيئة التدريس من لا يجد مصروف أطفاله للذهاب للمدرسة، لكنه يتخندق ويقدم التضحيات الجسام للوقوف بحزم ضد زملائه ويحظر من يقوم بالتدريس عنهم.
فسلام الله عليك يا يمن
*أستاذ مشارك كلية التربية جامعة صنعاء