ظهور هيثم قاسم طاهر في قيادة معارك التحرير من الانقلاب الحوثي العفاشي في منطقة المخا وما جاورها يوضح الكثير من الخفايا ويبين العديد من الحقائق ، ويصحح مفاهيم مغلوطة كانت مرسومة لدى اذهان العامة حول شخصية الرجل وموقفه وموقف حزبه وابناء الجنوب بشكل عام ، خاصةً والرجل كان وزيراً للدفاع في الحكومة الوحدوية التي تشكلت قبل اندلاع حرب 94 وتغير موقف الرجل مع كبار قيادات الحزب الاشتراكي ونتج عن ذلك اشعال فتيل الحرب .
مشاركة هيثم طاهر توضح للشعب اليمني اجمع ان الرجل لم يكن انفصالي ، بل انه وحدوي خالص حقيقي ، ووقوفه مع رفاقه من القيادات الجنوبية في حرب 94 لم تكن وقوفاً ضد الوحدة التي كان كل ابناء الجنوب والحزب الاشتراكي شركاء حقيقيون في صنعها ، بل انه وقوف ضد صالح الذي كان سبب حقيقي لنشوب تلك الحرب من خلال انقلابه على اتفاقيات الوحدة بشكل ملتوي وطريقة ماكرة يهدف من خلالها الاستيلاء والاستحواذ على كل ثروات اليمن وبسط نفوذ حكمه على كل ترابها بذريعة الدفاع عن الوحدة وتصوير تلك القيادات الاشتراكية والجنوبية على انها انفصالية مرتدة يجب قتالها واستباحة دماءها واعراضها .
اراد صالح بعد انتصاره في حرب 94 ان يستقطب هيثم طاهر ويجعله وزير لدفاعه والمقربين منه ، ولكن الرجل رفض ذلك لأنه يعلم ان صالح ليس وحدوي ولا مدافع عن الوحدة التي كانت سبباً للقاءهم مع صالح وضم الجنوب مع الشمال تحت دولة واحدة وراية واحدة وحكومة ائتلافية ، فالحزب الاشتركي وابناء الجنوب كانوا السبب الوحيد في صناعة الوحدة التي تحققت في 22 مايو ، وصالح هو الذي من انقلب عليها ليصبح السبب في تراجع موقف الحزب الاشتراكي ونشوب تلك الحرب ، ولا يصح لأي قيادة جنوبية كانت مشاركة في صنع الوحدة ان تعود إلى احضان صالح والوقوف معه بعد حرب 94 ، فذلك يعتبر هو خيانة للوحدة التي ليس لها اي أثر او تواجد حقيقي في فكر صالح ونظام حكمه الذي يعتبر حكم عائلي مناطقي فردي وليس جمهوري وحدوي .
مشاركة هيثم قاسم طاهر اليوم توضح ثلاث حقائق رئيسية ، الأولى : موقف الرجل الشخصي كشخصية قيادية لها ثقلها الكبير وتأريخها النضالي .
والثانية : موقف الحزب الاشتراكي اليمني الذي ينتسب إليه الرجل .
والثالثة : موقف ابناء الجنوب المنطقة التي ينتمي لها هيثم .
وكل تلك الحقائق تؤكد وتوضح ان الرجل وحزبه وابناء الجنوب وحدويون وهاهم اليوم يدافعون عن الوحدة اليمنية من الانقلاب على الشرعية الذي يعتبر صالح مهندسه ورأس الحربة فيه وهو نفس الانقلاب على اتفاقيات الوحدة الذي ابرمه صالح بعد تحقيقها بسنوات قليلة ولكن بصورة وشكل آخر ، اليوم ابناء الجنوب من خلال مشاركتهم في معارك التحرير بتعز وصعدة وغيرها ، يثبتون للعالم اجمع انهم مع كل قضايا ابناء الشمال ، فاليمن واحد والشعب واحد والدم واحد ، وصالح ومن تحالفه هم سبب كل دعوة انفصال وسبب كل قيام الانقلاب .... وسبب كل مشاكل اليمن .