مَــن يُـقْـنِعُ الـشُّهَدَاءَ أنَّ خِـيَامَهُم
خُــذِلَــت, و أَنَّ رِفَـاقَـهُـم عُــمَـلَاءُ!
.
مَــن يُـقْـنِعُ الـشُّـهَدَاءَ أَنَّ غِـيَابَهُم
تَــرَكَ الـفَـرَاغَ يَـحُـومُ حَـيثُ يَـشَاءُ!
.
مَــن يُـقْـنِعُ الـشُّـهَدَاءَ أَنَّ دِمَـاءَهُم
هـذا الـسَّرَابُ.. و أَنَّـهُمْ شُـهَدَاءُ؟!
*****
مَن يُقْنِعُ الحَرَسَ القَدِيمَ و مَن أَتَوْا
مِـــن بَـعـدِهِـم.. أنَّ الـغُـثَـاءَ غُـثـاءُ
.
مَــن يُـقـنِعُ الـوَطَنَ الـمُضَيَّعَ أَنَّـهُم
كَـذَبُوا عَـلَيهِ _جَميعُهُم_ و أَسَاؤُوا
.
مَن يُقنِعُ الخَدَرَ المُسَمَّى "شَعبَهُ"
أَنَّ الــسُّــكُـوتَ مَــهَـانَـةٌ و فَــنَــاءُ
.
و بــأنَّ مَـن كَـبَحُوا صَـدَاهُ و صَـوتَهُ
وَهْــمٌ, تَـخَـلَّى عَــن يَـدَيهِ فَـجَاؤُوا
.
و بــأنَّــهُ الــقَـدَرُ الـــذي لِـوُقُـوعِـهِ
تَــقِـفُ الـبِـلادُ, و يَـسـقُطُ الـوُكَـلاءُ
.
و بــأَنَّـهُ الـلُّـغَةُ الـبَـلِيغَةُ إنْ هَــوَت
كُــلُّ الـلُّـغَاتِ و دُجِّــنَ الـخُـطَبَاءُ؟!
*****
مَــن يُـقـنِعُ الـنُّـخَبَ الـعَقِيمَةَ أَنَّـهَا
سَـقَـطَت لِـيَصْعَدَ دُونَـهَا الـسُّفَهَاءُ
.
مَـــن يُـقـنِـعُ الـعُـلَمَاءَ أَنَّ بِـلادَهُـم
ذُبِــحَـت.. و لَـمَّـا يَـنـطِقِ الـعُـلَمَاءُ
.
مَــن يُـقـنِعُ الأُدَبَــاءَ أَنَّ سُـكُـوتَهُم
عَــــارٌ, لِــمـاذا يَـسـكُـتُ الأُدَبـــاءُ!
.
مَـن يُـقنِعُ الـشُّرَفَاءَ و الـعُقَلَاءَ في
وَطَـنِـي بــأَنَّ غَــدَ الـسُّكُوتِ بُـكَاءُ
.
و بـأَنَّـهُم تَـرَكُـوا الـبِـلادَ يَـسُوسُهَا
و يَـدُوسُـهَـا الـجُـهَلَاءُ و الـسُّـفَرَاءُ
.
و بـأَنَّـهُم جَـعَـلُوا الـسَّعِيدَةَ كَـعكَةً
قُـسِـمَت.. فَـمَـاذَا يَـأكُلُ الـفُقَرَاءُ؟!
*****
مَـن يُقنِعُ القَلَقَ المُعَلَّقَ فِي دَمِي
أَنِّــــي الــبِــلادُ, و أَنَّــــهُ الـغُـرَبَـاءُ
.
مَــن يُـقنِعُ الـكَلِمَاتِ حِـينَ تَـؤُزُّنِي
لَــيــلًا, بــأنِّــي دَمــعَــةٌ و دِمَــــاءُ
.
و بـأَنَّنِي _و بِرُغمِ مَن جَثَمُوا على
صَــدرِي_ سَـأُكمِلُ لَـيلَتِي و أُضَـاءُ
.
و بـأَنَّـنِـي سَــأَصُـوغُ حَـرفًـا رابـعًـا
لِـلـشِّـعرِ إنْ كَـفَـرَت بـهِ الـشُّعَرَاءُ
____________________
يــحـيـى الــحـمـادي 18-8-2014