محمد يوسف
وهذا جانب آخر من الوجه القبيح للإخوان المسلمين ، ذلك التنظيم الذى نتعلم منه كل يوم درساً جديداً فى التضحية بكل شيء مقابل ان يتمكنوا من البقاء على السطح ، حتى وإن داسوا على كرامة أوطانهم وأمن شعوبهم وسلامة عقيدتهم .
قلت لكم من قبل إن الإخوان ليسوا من ملتنا ، وأكررها اليوم ، وهم يؤكدونها لنا ، ويثبتون بأنهم خارج الإجماع وخارج الإنتماء لله ورسوله وصحابته وما استقر عليه أهل السنة ، ويرسخون تبعيتهم لمرشد جاهل ومجموعة من الأتباع المنحرفين دينياً وفكرياً وثقافياً ، علموهم إن التنظيم فوق الشريعة الربانية ، وإن تعليمات حسن البنا تسمو فوق السنة المطهرة ، وإن كتب سيد قطب تتقدم على كتاب الحق الذى يحفظه ذو العزة والجلال .
إخوان اليمن وضعوا ايديهم في أيدى الحوثيين يوم أمس ، وتعاهدوا على التهدئة وتجاوز الخلافات ، والحوثيون كانوا يقولون إنهم ثاروا ضد هيمنة الإخوان على مقدرات الحياة السياسية والعسكرية في اليمن ، وإخوان حزب الإصلاح كانوا يهددون ويتوعدون بعد ان لاذوا بالفرار واختبئوا في الجحور وتركوا الأهالي يواجهون مصيرهم بلا حول ولا قوة مع فئة مذهبية عنصرية انتقامية يديرها " حرس ايران الثوري " ، وهذا الاتفاق يثبت إن الإخوان يلقون بكل المبادئ والثوابت خلف ظهورهم عندما تتعارض مع مصالحهم الآنية والمستقبلية ، وهذا ليس من الدين ، وليس من صفات المسلمين ، الكذب وتزييف الحقائق ، ومقاتلة المسلمين والتحالف مع أعداء الدين ، كلها ليست من صفات المسلمين .
عنصريون تحالفوا مع عنصريين ، وعلى مبدأ واحد ، فالحوثيون يتبعون مرشدهم الأول الخميني الذى قال يوم كشفت علاقته ونظامه بإسرائيل أثناء الحرب مع العراق في الثمانينيات " سأضع يدى في يد الشيطان من أجل هزيمة العراق " والإخوان باعوا مصر في الخمسينيات ووضعوا أيديهم في أيدي الذين غزوا مصر وحاصروها اقتصادياً لإسقاط حكمها الوطني ، وها هم أتباع الشياطين يتحالفون على دمار اليمن والاستئثار بمقدراته ، تقية على تقية ، وغداً سيأكل أحدهما الاخر ، ولكن بعد أن تنهار الأمة ويسقط الآلاف من الضحايا ، إنه اتفاق الشر مع الشر ، اتفاق طامع في نشر مذهبه ، وراغب في استعادة كرسي حكم بعد ان سحبت كل الكراسي من تحته .
كاتب سعودي.
