الأرشيف

دفاعاً عن ملوك سبأ

الأرشيف
الأحد ، ١٨ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٤٢ مساءً

عارف أبو حاتم


الحديث ليس انطلاقاً من نظرية المؤامرة، ولا أؤمن بوجودها المطلق، ولكن أعتقد جازماً أنها موجودة في كثير مما حيك ويحاك لليمن، ولن يكون آخرها الكذبة الكبرى التي اطلقتها خرافة “تنظيم القاعدة في اليمن” وتبنت من خلالها العملية الإجرامية ضد العاملين في صحيفة «شارلي إبدو» الفرنسية..

بعد تلك الحادثة توالت الأخبار ضد مأرب ورجالها، ونسجت كذبة سمجة أن القاتلين وهما الإخوان الجزائريان “سعيد ومصطفى كواتشي” قد حضر أحدهما إلى اليمن، متسللاً براً عبر دولة عمان، ومنها إلى صحراء مأرب، ومكث فيها أسبوعين يتدرب على كيفية استخدام المسدس، ثم غادر!

تخيلوا تلك السماجة الفجة أن يأتي رجل من آخر الدنيا إلى صحراء مأرب لكي يتعلم كيف يطلق بالمسدس، وهو القادر أن يذهب إلى أي دولة أفريقية ويتدرب كيف يقود الدبابة والطائرة وكيف يطلق الصاروخ ويحترف فنون القتال، ثم كيف أصبح التدرب على استخدام المسدس تأهيلاً كافٍياً على العمليات الإرهابية، ثم ألم تكن مالي والنيجر أقرب إلى فرنسا وأقدر في تدريب جيش مهول من الإرهابيين، ثم ما هي تلك السرعة الاستقصائية المريبة التي توصلت إليها تلك النتائج في معرفة كامل تفاصيل المنفذ للعملية، وقد قتلا.؟

ولماذا مأرب تحديداً، لماذا لم يكن موطناً آخر في اليمن هو المتهم بالتدريب، ولماذا تزامن الاتهام مع حشد عسكري، في الوقت الذي ترفض فيه جميع الأحزاب والأعيان والقوى الشعبية ودول الخليج دخول أي قوة إلى مأرب باستثناء قوة الدولة، ولماذا السفارات الغربية تقف مهادنة وضاغطة بالسر باتجاه تشويه مأرب واقتحامها.

مأرب هي عمقنا الحضاري، وملوك سبأ ليسوا قاعدة، ولن يكونوا سنداً لإرهابي أو عضداً لمخرب إجرامي، أهل سبأ العظماء اختاروا امرأة ملكةً وحاكمة لهم لأنهم يدركون أنه لا يرفض شراكة المرأة إلا ناقص عقل، وضعيف دين.

بعدها بـ1500سنة كانت قريش توئد النساء!!.

ويأتي من ينسج أحاديث الحكم!!.

قوما تبع وحمير اليمنيان هما أول من كسا الكعبة فيما كانت قريش تسرق كسوتها حتى أضاء الله أرض الجزيرة وسماءها بدين الإسلام، وبعث في الأميين رسولاً منهم، لذا قال الرسول “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” لأنه بُعِثَ في قوم قيمهم الأخلاق تتساقط كل يوم، وما زالت تتساقط كل يوم.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)