فتحي أبو النصر
من حق جماعة الحوثي الإحتفال بذكرى حسين الحوثي، لكن ليس من حقها "تكعيف" المجتمع بصوره في كل مكان، واجتياح الفضاء العام، ومحاولة تحويله من رمز لجماعة إلى رمز وطني .
فمتى يفهم كل كيان في هذه البلاد انه عبارة عن جزء من الشعب؛ بينما الشعب ليس مجرد رعايا تحت رحمته.!؟
ثم ان الفضاء العام مشترك للجميع، وليس من حق مكون احتلاله واحتكاره، فضلا عن منع الآخرين من التعبير السياسي أو المذهبي - ليس في الفضاء العام وانما الخاص ايضا-وذلك لمجرد ان الجماعة المسيطرة بالقوة، لاترى أي حق للجماعات والاحزاب الاخرى في نشر مرموزاتها وشعاراتها ومطالبها على الجدران ولوحات الدعاية والإعلان إلخ .
بالتأكيد.. لا أبشع من هذا المزاج الاستحواذي الاقصائي في فاشيته سوى تبريره لممارساته الرافضة للتنوع باعتبارها روح الوطنية والدين .
وياللهراء الذي لاينطلي ولايحتمل.
غير انه وعي المزاج الذي اقتحم مقرات من يخالفهم ثم اتهمهم بالفاشية..الوعي الذي رأى الحق في البندقية لا بالديمقراطية، وفي التفرد لابالتوافق..الوعي الذي لايفهم بأن الحريات والحقوق والواجبات المتساوية ملك له ولغيره كذلك..الوعي الذي الغى السياسة مفضلا الحرب للأسف. .الوعي الذي مارس أفظع التنكيلات بالإعلام وبالصحافة واستمر بلامبالاة يصادر عليك رأيك ويهاجمك، ثم يتهمك بمايريد ولايحق لك حتى الدفاع عن نفسك.!
الوعي الذي عجز عن استيعاب معنى أن مالاترضاه لنفسك ينبغي أن لاترضاه لغيرك.
الوعي الذي يعلن زيفا انه ضد العنف وهو في الحقيقة لم يمارس شيئا سواه .. الوعي الذي يزعم انه عانى من السلطوية الافسادية الغاشمة ،لكنه جاء ليمارس أعلى مراحل السلطوية الافسادية الغاشمة. بل وكشف عن مخالفات صريحة لمناهجه المعلنة، ضاربا بكل مبدأ ورافضا لكل قيمة سوى ما يريده ويسعى إليه فقط.
وهكذا. . راح يطيح بكثير مما تعارف عليه المجتمع من قيم وأفكار للسلم الاجتماعي وللحس القانوني، معتبرا الدولة حقا شخصيا لا قلعة لكل اليمنيين.