رغد البريهي
أحـببتها في ثوب بالي عيف أبلاه الزمن..
أحببتها والسل فيها والجرب مالي البدن..
وسكنت معها تحت سقف البيت،
وكل ما أنتّ أنا أنّيت..
وصبرت حتى طاب عيشي والسكن
من قال محبوبتك من؟؟ قلت اليمن"؟؟..
كـان صوت المنبه يُخبرني أنها السادسة صباحاً، على مهل أحتسي قهـوتي كـكل صباح..
أفتحُ النافذة أستمعُ لصوت العصافير تنادي بعضهـا وتتقاسم مع غيـرها أعشاشها..
أتأملُ في حديقة منزلنا تلـك الشجيرات التي كبرت معنا، عشنا معها أجمل الذكريـات، وأرجوحة صنعـتها لنـا أمي فكانـت هي لُعبتنا... يقطع ذكـرياتي صـياح ديكنا..
خرجتُ إلى الحي فإذا أصوات المارة تملأ المكان، وصوت أبواب دكان حارتنا وهي تفتح.. حديدة المخبز تصدر صوتا عاليا جداً.. تـأملتُ وجوه الناس منها من أعرفها ومنها لا أعرف..
استوقفتني جارتنا العجوز وسألتني عـن حالي وحال أمي وعائلتنا.. بائع الخضار يمارس عمله على عجل ولا يمل ابـداً من حـديث السياسـة..
صعدتُ الحافلة وكالعادة تسمع أخبار العـالم جميعها هنا، شيخً كبير يتحدث مع شاب عشريني ينصحه بأن يغير مظهره وهو منكس رأسه يهزه موافقاً، في كل حافلة يوجد ذلك الشخص الذي يتشاجر مع سائق الحافلة، يطلب منه أن يتحرك بسرعة أكبر..
نزلتُ.. مشيتُ كثيرا لا أملك وجهة مُحددة، فقط أريد أن أمشى في شوارع صنعاء من جديد.. تأملتُ كل شيء فيها، وكنتُ مثل مسافر لن يعود.. أحسست بأني على قيد الحياة أخيرا..
صوت صاخبٌ أزعجني!! ما هذا؟!
فتحت عيّناي.. إنه صوت المنبه، أين أنا.. أين صنعاء التي..!!
حلم..!!!