راكان الجبيحي
أشرقت شمس الحياة، وأضاءت مصابيح تحرير الحالمة، ولاحت خيوط النصر في آفاق المدينة، وتلألأت الملكة بثوبها الأنيق، وحسن جمالها ونقاء كيانها، وراحت تخيم في ساحة فك الحصار، وتنصب تذكار التحرر في ليلة عرسها الملكي، لتقليد فرح النصر الكامل، وتنشد على ضياء الانتصار ألحان العزيمة والاصرار ، وتتراقص على وتر السلام وإيقاع المحبة والالتحام.
حاولت أن اكتم دموع الفرح لكنها أبت وتسللت إلى وجدان خدي. اجهشت روحي بالبكاء دون ارادة، ناداني القدر ألا اكتم إيماني في محراب النصر الذي عانقته مدينة تعشق الكفاح، مجنونة نضال، مدينة مذهلة صنعت من صلابتها وعزيمتها عنوانا بارزا في جدران العالم، ولوحة فريدة خالدة من نوعها. سيتحدث عنها التاريخ والاجيال على مر الزمن.
اتجهت تعز نحو نافذة فك الحصار الذي كان يطوقه جحافل التمرد، وخفافيش الظلام، وحققت انتصارات ملحوظة في هذا الاتجاه وعملت على ذلك، كما انها متمسكة بالحق الخالص وعازمة على الاستمرار نحو تحقيق النصر المؤزر.
ذهبت لترسم على جدران المدينة ألوان الصمود، وتزرع على جبينها وجبين رجالها الأحرار بسمات فرح وانتصار، وبارقة أمل واستشراق بالآتي الجميل Kنصراً متوهجاً، ونوراً يتسلل إلى أرصفة الحالمة، نُسجته خيوط ابطال الجيش الوطني والمقاومة وقيادتها، ورقص على أوتاره عناوين النضال.. وضربت بسهام العزيمة اقدام الابطال على إيقاع النصر والاستشراق بمولد جديد للحالمة وللوطن.. يضيء هلال النصر، وليل القدر ووهج الحياة.. في كبد السماء، وإحراق الألم الذي اكتوينا بناره طيلة عقود.. واشتدت احتراقه من قبل شهور.
لقد أصبحت الأميرة تطلق من بين حديثها لغات الابتهال، وعلى وجناتها أوراق التحرر وكسر قيود الحصار، مع قرب خيوط النصر. كما اصبحت تتحدث بين بسماتها لُعاب الاستبشار، الذي يحمل تداعياته المستشرقة بالأمل والنصر الخالص.
أصبحت تتنفس الصعداء، تزف بشرى الحسم، والانتصار، وترفع ثنائيي النصر او الاستشهاد.. وتحوم من حولها حدائق الكفاح والنضال. في سبيل الدفاع عن تعز ممن أرادوا العبث بها وتجريعها كأس الذل والخراب والدمار.
أصبحت تزغرد، وتتعالى شامخاً في الآفاق وهي واقفة بصمودها على مشارف التحرير بانتظار ان يكتمل النصر الحتمي وان يشرق فجر جديد لمدينة قاومت، وصبرت، وحق لها ان تفرح وتنتصر.
اصبحت تعز تنشد العصافير بأصوات الفرح، وتبزغ شمس الضحى لتكوي لهيب ناراً اشعلتها جحافل التمرد. وتبرد قلوب شعباً احترقت بحميم الظلم والتعنت.
هكذا ستصبح تعز. وعلى خطاه ستتمكن من الالتحاق بركب النصر والتحرر.. وهو ما يسعى لأجله الابطال في بقية الجبهات لايقاد شعلة النصر المؤزر، ولإحداث بهجة عارمة. وفرح يزرع البسمة في شفاه المواطنين بعدما انتزعتها من على وجانتهم جحافل التمرد.
تعز… عجزت الجغرافيا ان تلد مثلك، وعجزت الميليشيا ان تفرض انحنائك، وسيعجز العالم ان يكرر سيناريو مجدك.