لطفي شطارة
فرض الحلول السياسية في اليمن بالقوة سيدخل البلاد في دوامة عنف شديدة التعقيد بين شمال بسط عليه أنصار الله وانهيار مؤسسات عسكرية وأمنية بيدهم ..
وبين جنوب يحتقن ورافض لحلول خارج قناعات الناس .. رئيس الدولة عبدربه منصور هادي ينظر له من أطراف شمالية بالإعداد لفصل الشمال عن الجنوب بتهريبه لاسلحة وأموال إلى الجنوب حسب صحف موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح . والجنوب يتهم الرئيس هادي بأنه يريد تقسيم الجنوب عبر مجموعة استمالهم الى جانبه للتفرد بالقرار باسم الجنوب .
معضلة الشمال والجنوب لن تحل إلا بجلوس أطراف من أنصار الله هم من يختاروا شركاؤهم من الشمال في حوار سياسي جاد مع نخبة جنوبية ويشرف المجتمع الدولي والاقليم على ذلك الآن وقبل أن تنزلق الأمور من يد كل الأطراف كما يجري في ليبيا اليوم .
فبعد تدمير بلادهم يوافقون الآن الجلوس في مفاوضات مباشرة في جنيف وبرعاية دولية بعيدا عن ضغوطات الداخل.. اليمن بحاجة إلى تفاوض مباشر بين شمال وجنوب وفي جنيف .
الشمال والجنوب فرضا أمر واقع ..لا توجد قوة تستطيع تجاوز قوة أنصار الله شمالا ولا تستطيع أن تتجاوز قوة الحراك والقضية التي بقيت بدون حل منذ 1994 جنوبا .
هل يعي الجميع في الشمال والجنوب والاقليم والأمم المتحدة أن لا حل بالقوة وأنه لا يزال هناك متسع من الوقت لإنقاذ اليمن شمالا وجنوبا قبل أن تتحول إلى ساحة صراع دموي لا سمح الله ستنتهي لا محالة بحوار .
فالأفضل أن يتعقل الجميع وان يتم ذلك قبل وليس بعد تدمير البلاد كما يجري الآن في ليبيا.