محمد باهارون
الفيسبوك و بقية مواقع التواصل الاجتماعية اصبحت مصدر رئيسي للأمراض النفسية التي يصاب بها المجتمع، كان يمكن علاج المجتمع به لكن يبدوا اننا كمجتمع نبحث فيه عن ما يزيد تعاستنا قلة قليلة هي التي تبذل جهدها في تقديم النصيحة و وتفنيد الشبهة و الرد على المرجفين في الارض، اما الغالبية فهم حريصون على تلقي و تصديق كل ما من شأنه تعزيز الخلاف و ترويع الناس و نشر الكراهية ..
للأسف كثير من الذين نحسبهم مثقفين من الاعلاميين و الكتاب وأكاديميين و وجاهات المجتمع مصابون بداء جديد سميته " حمى اعجبني " ويقيسون مستواهم الاجتماعي بحجم الاعجابات والمشاركات التي يحصلون عليها ..كان الهدف من الفيسبوك وبقية وسائل التواصل الاجتماعية الالكترونية التواصل مع الاصدقاء والاقارب في كل حين و تعزيز العلاقات و الثقة عن طريق مشاركتك لهم بعض تفاصيل حياتك لكن غالبيتنا كعرب و مسلمين استخدمناه كوسيلة لنظهر اننا افضل من غيرنا فشتمنا بعضنا البعض وشتمنا غيرنا و اهنا انفسنا امام الاخرين حتى انه اصبح يعكس للمجتمعات الاخرى ابشع ما فينا من [خلاف - عنصرية - تكبر - شماته - تحريض - تبرير - رذيلة .... الخ ]
والامر الكارثي هو استخدامه كأحد اهم وسائل التأثير و التجنيد للجماعات الارهابية التابعة لدول معادية هدفها زعزعة الامن و الاستحواذ على الموارد الاقتصادية و تحويلنا الى اسواق مستهلكة لمنتجاتهم الفكرية و التجارية و الثقافية ..
اما الامر الاكثر كارثية هي انتقال كل هذه الامراض من العالم الافتراضي الى واقعنا فاصبح بعضنا يكون قناعات عن نفسه و الاخرين مما يتلاقاه من معلومات عبر الفيسبوك و كثير من الاشرار الذين يسعون فسادا في الارض استطاعوا ان يؤثروا على شريحة عريضة من الناس و تحقيق اهدافهم بهذه الطريقة .
فهل لنا من سبيل الى الوقوف بجدية امام هذا الخطر الكبير الذي يهدد مجتمعنا و امننا و ايماننا ما كتبته بين يديكم يتعدى مقالة من سبعة عشر سطر بل هو تنبيه من خطر وسرطان يهدد امننا القومي ودعوة للتفكير في كيف الحد منه .