مارب الورد..
أي صحفي يتعرض للاختطاف فهو في محنة ولا شك,لكن المحنة تكون أشد قسوة على الصحفيين الذين ليس لديهم مؤسسات تدافع عنهم,حتى أن بعضهم يصبح منسيا.
مما يُحسب لقناة #الجزيرة أنها تدافع عن مراسليها في حال تعرضوا للاختطاف أو الاعتقال وتقوم الدنيا ولا تقعدها ضد الجهة المسؤولة وتخلق تضامنا دوليا واسعا حتى تطلق سراحهم.
من يدافع عن الصحفي المستقل أو الذي يعمل بالإنتاج وليس مرتبطا بجهة واحدة,وما دور نقابة الصحفيين إذا لم يكن عضوا فيها وما دور الاتحاد الدولي للصحفيين؟
صحفيون تعرضوا لمحن مختلفة ولم يجدوا من يكتب عنهم أو يتضامن معهم,وأحيانا لا يُعرف عن اختطافهم إلا في وقت متأخر,وكم دفعوا ثمن الحقيقة والمهنة؟
اتذكر أن مراسلا لقناة إخبارية شهيرة ظل مختطفا لدى جماعة مسلحة في الفلبين لأكثر من عام ونصف ولم تكلف نفسها حتى وضع اسمه بشريطها الإخباري.
الصحفي يعمل في مهنة المتاعب وبأقل أجر مقارنة بمهنته وغيره,وفوق هذا يجد نفسه وحيدا عند أبسط مشكلة تحصل له,وكأنه مطالب بالتضحية فقط دون حماية!
هل مسؤولية حماية الصحفي مقتصرة على جهة عمله فقط,وماذا لو كان يعمل حرا بالقطعة بأكثر من وسيلة؟أليس الدفاع عن الحرية مصلحة زملائه ونقابتهم؟
التقارير الحقوقية تشير إلى تزايد الانتهاكات بحق الصحفيين سنويا,وهذا متوقع لأسباب كثيرة,لكن لماذا جبهة الدفاع عنهم ضعيفة وتعمل كجزر متناثرة؟
المطلوب من قبل النقابات الوطنية والاتحادات العربية والإقليمية والدولية للصحفيين تفعيل آليات الحماية والدفاع واستخدام وسائل الضغط على الدول لاحترام التزاماتها الدولية الخاصة بالحقوق والحريات وفرض عقوبات عليها لانتهاكها.
الاقتصار على توثيق الانتهاكات وإصدار التقارير وبيانات الإدانة لن يوفر الحماية للصحفي ما لم يكن هناك استراتيجية شاملة وبشراكة واسعة للحد منها تدريجيا.