رحاب عبدالله
غاب العقل فحضر الذراع وأُسكت المنطق فارتفع صوت البندقية.
هذه خلاصة مايحدث الآن في اليمن حيث يوشك الوضع القائم أن يفضي بنا إلى كارثة مدمرة تشهد إنهيارا إقتصاديا وتفككا في بنية المجتمع.
ففي ظل تصاعد الأحداث واستمرارية التجاهل وغياب الحلول وانعدام الثقة بين الأطراف المنوط بها عملية التغيير يصبح الحديث عن انفراجة محتملة أو حل وشيك ضربا من ضروب الخيال مهما بلغ التفاؤل شأوه.
الواقع الآن أشبه بأحجية تستعصي على الحل كون القضية ترتبط بأطراف لاتدرك _على مايبدو_خطورة الوضع ولاترغب_كما يبدو_في إيجاد المخرج.
وسط كل هذا يجد المواطن اليمني نفسه مرغما على تحمل النتائج القاسية الناجمة عن هذه الظروف فمن غلاء فاحش إلى انعدام للأمن وارتفاع في معدلات البطالة وتفشي الفقر وازدياد معدلات الجريمة وبروز النزاعات الطائفية والصراعات المذهبية وانتشار للأسلحة الخفيفة منها والثقيلة .
كل هذه الأزمات تمسك بتلابيبه فتحيل حياته إلى معاناة يومية تبدأ مع بداية يومه ولاتنتهي بنهايته.
وفي ظل مرض الحكومة وشلل الوزارات التام تحولت الدولة إلى مسميات وظيفية غير مرتبطة بصلاحية أو سلطة فلا قدرة على اتخاذ القرار وإن حدث فلا جرأة على التنفيذ.
ثمة مؤامرة حقيقية على الوطن اتضحت معالمها لكن الهدف الأعلى لها يظل مشوشا نسبيا وغير محدد المعالم على الأقل في المدى المنظور.
مؤامرة تتشارك فيها الأطراف المتنازعة على السلطة بين طرف رُحل عنوة بعد ثورة شعبية غير أن حلم العودة ولو عبر الورثة مايزال يراوده وطرف يسعى إلى الحكم عبر أحقية دينية مزعومة تنسف أسس المدنية الحديثة وتعيد الجميع إلى عهد تقبيل الركبة والتماس البركة .
وطرف أخير يسعى إلى استعادة سلطته التي منحت له من قبل الشعب وسلبت منه في لحظة شهدت استلاب دولة لصالح أفراد.
بين هذا وذاك يقف المواطن اليمني حائرا يبحث لأسئلته الكثيرة عن إجابات مقنعة ويدفع مرغما ثمن مايحدث من ماله ودمه وماأغلاه من ثمن.