محمد يحيى الشامي
بعيدا عن السلالية والعصبية، وقريبا من منهج الحق القويم والصراط المستقيم، وإنطلاقا من واجبي الديني وا?خلاقي والمهني، أكتب هذه الومضات أخاطب فيها أخوتي الهاشميين اليمنيين...
الى كل هاشمي عاقل فاضل لبيب وأريب:
الحق ولا غير الحق يجب أن يأخذ بنواصينا، والحق أن عبد الملك الحوثي لا يعنينا بقدر ماتعنينا أسرنا وكيانها ومكانتها في المجتمع، لا يعنينا هذا ا?نسان بقدر ما تعنينا إنسانيتنا، ? يعنينا هذا الرجل بقدر ما تعنينا رجولتنا، ? يعنينا مشروعه بقدر ما يعنينا مستقبلنا، ? تعنينا أجندته بقدر ما تعنينا طموحاتنا وأح?منا.
إنني أخاطب في الهاشميين نخوتهم وشهامتهم ومروءتهم، وشرف وطيب معدنهم.
لحظات حساسة تقف فيها ا?سر الهاشمية على مفترق طريقين سلكه أجدادهم من قبل، ولكن شتان بين الطريقين، وشتان بين الفريقين:
أما ا?ول فكان على رأسه عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو لهب الذي تعصب لجاهليته واتبع هواه، فخلد الله ذكره لعنا وتوبيخا بقرآن يتلى إلى يوم الدين.
وأما الثاني فكان على رأسه هاشميو الدعوة والبطولة والرجولة والشهامة حمزة بن عبدالمطلب وأخوه العباس عما النبي صل الله عليه وآله وسلم، وأبناء عمومته علي بن أبي طالب وجعفر، وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم، وغيرهم ممن تخلوا عن عصبيتهم وجاهليتهم واتبعوا النور المبين هدية رب العالمين...
خطأ فادح وجريمة كبرى أن يرضى الهاشميون أن يكونوا عنوانا بارزا لصراع لا ينتهي، وأن يتم وضعهم في خندق مواجهة الشعب اليمني - كل الشعب - الذي سينتصر في نهاية المطاف، وأن يقحموا أنفسهم في حرب ليسوا طرفا فيها، ويحشروا لمواجهة أطراف ليست خصما لهم، ويجرجروا إلى دوامة من الصراع لتصفية حسابات لا تعنيهم!!
الهاشميون أكبر من جماعة ظهرت بكذبة، وقاتلت الناس وشردتهم بكذبة، ودخلت صنعاء بكذبة، وأطاحت بالدولة بكذبة، واستولت على الحكم بكذبة، وأجتاحت المحافظات بكذبة، ودخلت عدن بكذبة، وخرجت منهابكذبة...!!!
أبطال هاشميون نعم، فهم أرفع وأكبر من أن يستجيبوا ويسلموا رقابهم لشخص ليس بأرشدهم، و? أعقلهم، و? أحكمهم، و? أعلمهم، وهم أذكى وأحرص على أنفسهم وأبنائهم من أن يكونوا قربانا له في محرقة ب? ثمن ودونما قضية.
أستاذ هاشمي، وطبيب هاشمي، ومهندس هاشمي وبرلماني هاشمي ومحام هاشمي وقاض هاشمي وطيار هاشمي وصحفي هاشمي؛ كوادر وكفاءات ونخب هاشمية حرام..حرام..حرام أن يكونوا هم وأبناؤهم حطبا لنار يستدفئ بها غيرهم من ذوي الضمائر الميتة والنفوس المتوحشة والمشاريع الهدامة!!
رجال هاشميون، هم من أشد أبناء اليمن غيرة على أعراضهم ومحارمهم، ? يقبلون بفكر رافضي صفوي فارسي، يدعو إلى المتعة وإباحة الزنا وإنتهاك الحرمات وهتك ا?عراض وأستار الشرف.
وجهاء وقضاة يدعون إلى ا?لتزام وا?حتشام، يغارون على أعراضهم، ويموتون دفاعا عنها ومن أجلها.
رجال هاشميون أذكياء نجباء، عارفون منصفون، متسامحون ولكنهم حذرون، منفتحون ولكنهم يقظون، وهم أذكى وأدهى من أن تنطلي عليهم دسائس العابثين، وأ?عيب الماكرين، يرفضون أن يكونو سلما لهم لتحقيق أهدافهم، ومطية لتنفيذ مآربهم.
رجال هاشميون يفاخرون بدينهم، ويحافظون على سمعتهم، ولا يقبلون أن يأتي متهور ليلطخ سمعتهم فيقال عنهم في قادم ا?يام: قتلة ا?طفال والمسنين، ومفجرو المساجد، وهادمو البيوت ومنتهكو الحرمات؛ بل هم أولى من يذود عن الحرمات، ويدافع عن المساجد، وينصر المسنين، ويحمي الطفل، ويحافظ على الممتلكات العامة والخاصة .
رجال هاشميون يفخرون بأصالتهم وعروبتهم، يأبون ويأنفون أن يتلقوا إملاءات فارسية مجوسية، تجعلهم يلعنون صاحب النبي صل الله عليه وسلم والمبشر بالجنة عمر - رضي الله عنه - ويحتفون بقاتله أبي لؤلؤة المجوسي ويقدسونه ويتخذون من ضريحه مزارا
الهاشميون لن يرضوا بأن يزرعوا على أنفسهم: حقدا في كل منطقة،
وثأرا في كل قرية!! بل سيظلون عند حسن ظن الكثير من أبناء هذا الوطن، ولن يكونوا حصنا للقتلة ولثاما للمجرمين...
اسر هاشمية كريمة أصيلة؛ ذكر حسن وأثر طيب، وكبير بحقها الظلم والطيش والتهور، أسر طيبة ? يصلح لها إلا الخير والمعروف، والبناء والعطاء، ولا يليق بهم إلا أن يكونوا في مقدمة الرواد، وطلائع الحفاظ، و? ينبغي إ? أن يكونو أسبق للخير من الغير، وأقرب للمعروف من المألوف، وأكثر ولاءا للأدب من النسب، نصب أعينهم حب الله ورسوله صل الله عليه وآله وسلم،
ولن تكون أنسابهم وأحسابهم حظهم في الحياة ونصيبهم
هذه زبدة نصحي، وعصارة حبي، وخلاصة إخلاصي، لكل هاشمي عاقل حكيم.
اللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأفعال، واجعلنا هداة مهديين،ووفقنا لمايرضيك يارب العالمين.