زكريا السادة
سلسلة طويلة من التآمر والعمل على وتيرة المذهب ملفات كدستها دول عربية عن تحركات إيرانية مشبوهة في بلدان عدة ، لم تكن إيران الدولة التي تظهر العداء للكثير من الدول بقدر ما تستقطب أفراد وجماعات في بلدان مختلفة بغية إيجاد يد وموطئ قدم لها لتكون يدها المخابراتية التي تحركها متى تشاء ، أحداث لبنان والعراق وسوريا واليمن لم تغيب إيران راعية الكيانات المتناثرة هنا وهناك وباسم التشيع الفارسي لها كانت راعية للقتل والدمار والتخريب ، ايران التي دفعت بأموال طائلة لتكوين ميليشيات تخدم مصالحها تبجحت باحتلال عواصم عربية عدة ولم يكن ذلك إلا دليل قاطع لكل تحركات ايران في المنطقة والتي لا ينبغي السكوت عنها في خضم مشاهد عراقية وسورية عرت بشاعة الحقد الإيراني وطمعه الا متناهي ، نعم إيران خسرت العرب ونالت من كيانها الداخلي والخارجي ولم تعد تحتفظ بأي علاقة متينة مع أي دولة وباتت الكثير من الدول تتسابق لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران خصوصاً بعد إعلان المملكة العربية السعودية سحب بعثتها الدبلوماسية وطرد ممثلي دولة إيران لديها وتوالت أفعال دول عربية وإسلامية بطرد بعثات إيرانية أوكلت لها تمثيل إيران طائفياً وإستخباراتياً وتمويل ميليشيات مسلحة كما حدث مع ميليشيات الحوثي ، الصورة التي بدت واضحة في ردود أفعال دول عربية وإسلامية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تتجلى مكانة المملكة في قيادة المواقف السياسية بكل حنكة واقتدار وتمزيق مخطط إيران التي طالما رسمته على رمال الوطن العربي الكبير ، الصفعة التي تلقتها دولة إيران من إمبراطورية السياسة العربية لم تكن بالهينة بل قدمت اعتذارها معلنة هزيمتها أمام الحزم الذي بدأ يفوت كل تلك الفرص والأجندة التي طالما علقت إيران آمالها عليها ، السعودية أعدمت الشيعي النمر الذي كان أداة إيرانية حاولت من خلاله صناعة عقول متشيعة لتحدث شرخاً اجتماعياً طائفي مقيت ، وعلى رغم تلك التحركات المشبوهة للنمر والتحريض المستمر إلا أن المملكة كعادتها تواجه الكثير من القضايا بسياسة متزنة يغلب عليها الحكمة ، وكما تابع الجميع تلك المحاكمات المتتالية التي تظهر التريث في إصدار الأحكام وفق الشواهد والأدلة التي تدين كل من صدر بحقه الحكم .
اعتذار إيران مؤخراً لا يبرر أعمالها في العراق وسوريا واليمن بل ستبقى شاهدة على سياساتها القذرة في حق تلك الشعوب التي أضحت تصارع أموالها العابثة بدماء الأبرياء ، وسائل إعلامية تمولها إيران لتكون داعمة لتلك الصراعات المذهبية شاهدة على إذكاء الصراعات المذهبية والطائفية ولن تجد إيران مفراً من تلك الدماء التي سُفكت على أرض عربية بل ستواجه ذلك كأقل عقوبة قطع كل تلك العلاقات بينها وبين دول عربية وكهذا القرار سيعزل إيران ويمنع تحركاتها الدبلوماسية المشبوهة في عدة بلدان عربية .
ويبقى هزيمة إيران مؤخراً حديث الشارع الإيراني الذي يشعر بحماقة تلك السياسة التي أنتهجها نظامهم القائم على توزيع أموال الشعب الإيراني لدعم حركات التمرد وتمويل العمليات الإرهابية ، والقيام بمهمات استخباراتية مزدوجة يعري نظاماً كهنوتياً يفرض على مجتمعه قيود وسياسات دينية رجعية ، الأيام القادمة أيضاً كفيلة بهزيمة إيران وتعريتها أمام عناصر زرعتها إيران في المنطقة العربية وأسدت لهم وعوداً قاطعة بمناصرتهم في سبيل تنفيذ مشاريعها الهدامة ليتضح عكس ذلك فالمشروع الذي يتخذ تلك الأدوات مجرد أوراق للعب بها متى شاء لن يكون قادراً على المواجهة بذاته أو كيانه أو حتى الدفاع عنه .