أمجد خليفة
بعض الأشخاص وللأسف الشديد لا يرى إلا لما هو سيء ويسلط المجهر عليه وبشدة ولا ينظر للأمور إلا بعين قاتمة ولا يمكن ذكر ما هو جميل وصالح وإن كان أمر رائع فبراه بعين سوداء ولا يلاحظ إلا النصف الفارغ ويشيعه بين أوساط الناس متغافلاً عن النسبة الأكبر للشيء الجيد، هذه النوعية من الناس تأتيك بروح محبطة ومنهزمة وان تم ذكر أمامهم أشياء تم تداركها واصلاحها واعادة سلامتها لا يقبل ذلك ولا يعجبه مدعياً فسادها مرة أخرى ولا يقدم أي نوع من أنواع التفاؤل واعادة الأمل في أنفس من يقابلهم بل والأسوأ من ذلك لا يكتفي بإحباطه لنفسه بل يقوم على تكسير معنويات غيره ان اراد منه نصيحة من طلب النصح منه في أي أمور الحياة المختلفة.
نمر هذه الأيام بمراحل مختلفة وأنماط متعددة وواقع صعب كل هذه الأشياء تصيب النفس بمقتل وعدم رضى فيكفي كل ذلك، وعلينا أن نحاول أن نكون متفائلين وذلك أبسط شيء لاستمرار الحياة والعيش وعلينا خلع النظارات السوداء ولا نزيد من غمة المشهد وتثبيط من يسعى لنشر الأمل في نفوس الناس ورؤية الأوضاع بشكل إيجابي ويسعى إلى زرع ذلك بين أبناء المجتمع ليعيشوا بقلب مليء بالتفاؤل والسعادة والأمل راجيين من الله عز وجل أن يصلح الأوضاع والأحوال في قادم الأيام.
تداعيات الأحداث في هذا الوقت الراهن بالذات يحتاج منا إلى رفض وعدم القبول بهؤلاء المتشائمين ويحتاج للجميع أن ينظروا للأمور بعين بيضاء وقلب ناصع لنأخذ بأيدي بعض لنتجاوز مرحلة صعبة تحتاج لتظافر جهود الجميع ولو كانت بكلمة أو كتابة أو رسالة أو نصيحة، وأن لا نذكر كل ما هو سلبي ومشين وغير سوي لنتناسى بعض الشيء عن ذكرها وتسليط الضوء عليها، فالبناء لا يتأتى بيوم وليلة وإنما يأخذ وقته وزمنه.
حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفأل الطيب ونهانا عن التطير والتشاؤم فهو يحب جداً أن يكون المسلم متفاءل بالقول والعمل راجياً من الله عز وجل الخير في كل الأمور وحقاً على الله تعالى أن يسوق الخير لمن أعتقد اعتقاداً جازماً بما عند الله من خير وسعادة، وان اعتقد بغير ذلك فله ما أراد من الله وما تمنى لنفسه، لقد ورد في الحديث القدسي عن النبي صلوات ربي وسلامه عليه عن ربه تبارك وتعالى:((أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيراً فله، وإن ظن شراً فله)) والظن هنا يعني الاعتقاد، فما لنا أن لا نتفاءل ونزرعه في قلوبنا وقلوب غيرنا ونستبشر يقيناً بالخير، والحق قد يسر لنا ذلك ولم يطلب منا أكثر من الاعتقاد وهو أمر في القلب وادراك بالعقل دون أدني جهد عضلي، وتقول الحكمة المعروفة لدى الجميع "تفاءلوا بالخير تجدوه".