الأرشيف

شغلة عفاش

الأرشيف
الجمعة ، ١١ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٤٥ مساءً

فيصل علي


" شمال الشمال لن يكون ضمن دولة الوحدة وحضرموت لن تكون معهم والجنوب لن يكون معهم، سيبقون في المثلث والمثلث سيبقى مفكك، وبا افعل لهم شغلة أعظم من شغلاتهم" هكذا قال عفاش في 2011 لمنتهى الرمحي على تلفزيون العربية، الأمور كانت واضحة لديه من يومها ، فالنزعات الجهوية موجودة بسبب صناعة اليأس من الدولة التي خلقها لدى الشعب أثناء فترة حكمه، لا أحد كان يؤمن أن عصابة سنحان تشكل دولة.
المثلث المكون من اب وتعز و الحديدة توقع عفاش أن يخرج من سيطرته مبكرا ، ولم يكن يدرك ان عملائه داخل المثلث نفسه سيطيلون فترة بقائه، ولذا فالمثلث مازال يترنح بين مقاومة تعز ولا مقاومة في اب ، ولا في الحديدة، الا بعضا من عمليات صغيرة ونادرة هنا او هناك. وبرغم كل ذلك يظل هذا المثلث حاملا لمشروع الوعي باهمية الدولة .
يعيق الحديدة الذل الذي خلقته هزيمة الزرانيق في مطلع القرن الماضي، وتسيد الهضبة على الأراضي والناس، والفقر الذي يعيشه المجتمع التهامي له دور في الركود الذي لن يستمر طويلا، فكل ثورات العالم كانت بأيدي الفقراء، لأن الأغنياء تتجسد ثوراتهم في تغيير السيارات او تغيير الجنسيات والهروب بأموالهم من بلد إلى أخر فقط.
اب فعليا يسيطر عليها "صرب البوسنة" مشروخي الهوية ، اما المواطن الأصلي فهو مقهور منذ قرنين من الزمن ، يلفه الإحباط المتولد عن سياسة الأرض مقابل الطعام التي انتهجتها الإمامة على أيدي قطاع الطرق "النقباء".
وحدها تعز تجدف وتعزف للحرية منفردة ، وتحاول التصفيق كيد وحيدة في ظل جسم شبه مشلول كان اسمه الوطن.
شغلة ربيب قطاع الطرق المهرب صالح الذي تطور من قبيلي سائس بغلة للبدر إلى منتج إرهاب يخدم أجندة إيران وقوى تريد طمس معالم الحرية في المنطقة التي كادت ان تتحر من اوهامها في 2011 هي الإرهاب المسمى مؤخرا داعش، وهذه جالبة سوء ودمار وعبث، مهدت أجهزته لظهورها ، لكن الآن صار الأمر بأيدي الكبار وخرج من يده، فقط يظل عفاش واجهة قذرة ترمى كل الأوساخ على وجهه مع قبوله وترحيبه بهذا الدور.
التجديف المكثف والمستمر والمقاومة من ستبدد كل هذه المخاوف، فرغما عن انف داعش في بلاد الشام ورغما عن تواطؤ الغرب مع داعش وتدخل روسيا لدعم داعش الا أن المقاومة هناك مستمرة ، أيضا رغما عن الضربات التي تلقتها من اول المعاونيين إلى اخر المتواطئين، وحدها تركيا ظلت داعمة للجيش الحر المقاوم حتى الآن.
الوعي بالظروف المحيطة مقاومة، واستمرار المقاومة في الميدان هو من ينجي شعبنا من شغلة صالح ومن لعنة الحوثي ومن عنصرية مرضى النفوس المبررين للهمجية أينما كانوا.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)