م / عباس القاضي
كانت منقبة عندما دخلت يتقدمها ابنها الذي لم يبلغ العقد الأول من عمره ،،، جلست وكان لجلوسها في مكتبي مبرر حيث كانت من الاف المستفيدين من مشاريع بنك سبأ السكني مع شركة إنماء للتطوير العقاري في عدن .
قدمت لي نفسها في كرتها المتواضع : إعلامية ومعدة ومقدمة برامج في فضائية عدن ، وعندما وجدت أن كرت التعريف دون مقامها فتشت عن وجهها ، ويا ليتها لم تسفر عن وجهها الذي أعرفه تماما وهي تقدم برامج مميزة في تلفزيون عدن ، نعم في لحظة الكشف عن وجهها تدحرجت دمعة من عينيها مازالت ماثلة أمامي كطوفان أفقز له من شارع إلى رصيف أخاف أن يغرقني .
جميلة جميل غانم ،،،اسمها ،،، بادرتها كسرا للحاجز النفسي ولأخفف هذه الدمعة التي جعلتتني إلى الأن أحف لها مئزري خوفا من الغرق : اسمك يا جميلة مموسق ردت علي بابتسامة كطفلة جفت لها مأقيها قائلة : أبي مؤسس المعهد الموسيقي في عدن ،،، وأردفت : أني عريقية من مواليد عدن .
كان لشكواها بعد يختلط فيها السياسي بالاجتماعي والقهر متعدد المصادر ، والحظ الذي خذلها جعلها تسكن في دكان ( حانوت ) في عمارة فيها شقتها المؤجرة لشخص أبانت عجرفته بأنه لم يقدر ظرفها إخلاء لتسكن فيها كونها لاجئة من عدن في عدن من التواهي للمنصورة ، وعندما عجزت عن دفع الأقساط للبنك ، رفض ايضا اخلاء الشقة كي تبيعها لتنتفع من الدفعة المقدمة لقضاء حاجتها المتعسرة .
قالت : الحل بيدك مهندس عباس : شبعت حياة وتقصد فيما يتعلق بالشقة ،،، اتصلت بمدير فرع عدن وابدى استعداده بالتعاون معها كما كان له سبق تعاون كما شهدت هي ،،، كذلك وعدها مدير قطاع الاستثمار في البنك بحل مشكلتها .
غادرتنا وهي متفائلة قائلة : أول مرة أجد من يتعاون معي في ظل خيبات الأمال التي أعيشها حيث أنقطع مرتبي كون الفضائية مغلقة وحالوا دون وصولي للرياض لأعمل مع زملائي هناك والذين يعيشون حياة باذخة .
جميلة : دائما أتذكرها وأنا أدخل في الشارع المؤدي إلى بيتي حيث يوجد معرض يسمى "سمراء عدن" .
جميلة : دمعتك لم تجف بعد في وجداني .
جميلة : رحمة الله عليك وجعل معاناتك في الدنيا طهورا لتدخلي الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب .