محمد عبدالله القادري
كثر الجدل والحديث حول مستقبل اليمن القادم ومصير الوطن الذي سينتهي به نتاج ممايدور فيه ، وذهب البعض بقولهم ان مستقبل اليمن مجهول ، وبعضهم قال ان مستقبل اليمن غامض ، ولكن تفكيري ذهب إلى ان مستقبل اليمن مرهون بحقيقة نوايا دول التحالف العربي وماذا تريده من اليمن وفي اليمن حاضراً ومستقبلاً ، فإذا كان مستقبل اليمن مجهول وغامض فهذا يعني ان نوايا دول التحالف العربي مجهولة وغامضة ، وهذا مايجعلنا نقول ان مستقبل اليمن هو من سيكشف ويظهر نوايا دول التحالف العربي ويبين حقيقتها .
ثقتنا كبيرة في دول التحالف العربي بأنها تريد مصلحة اليمن وطناً وشعباً ، وتريد لأهل اليمن كل خير ، والنوايا الصادقة هي من ستتوفق في العمل وتكسب رضاء الناس وتصنع المعروف وتزرع الجميل وتترك الأثر الايجابي ، ولدينا تفائل كبير ان المستقبل سيكون جميل وطيب ، وان دول التحالف ستكون عند حسن الظن ، وستكون نعم الاشقاء لليمن الشقيقة ، وسيحبون ابناء الخليج لابناء اليمن مايحبونه لأنفسهم ، وسيكون المستقبل واحد ناتج من الوطن العربي الواحد والدم الواحد .
نحن كأبناء الشعب اليمني يهمنا كثيراً مستقبل وطننا الغالي ، ونريد ان نكون شعب يحيا في وطن مزدهر ، وينعم بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة والعيش الرغيد ، ولانريد ان نكون شعب ضحية للسياسات الخارجية ، ونأبى ان يكون وطننا ساحة للمعارك والصراعات فقط ، ولكن نريد حلول منصفة ، ومواقف مخلصة وادوار ايجابية من اشقاءنا من خلال وقوفهم معنا حالياً في تحرير وطننا ومستقبلاً في صنع مستقبل بلدنا ، لكي نستطيع ان نقف معهم مستقبلاً كما وقفنا معهم حالياً ، مالم فإن المستقبل ان لم يكن بالشكل المطلوب لليمن ، فإنه سيكون حاملاً الضغائن والاحقاد ودليلاً على المكر والخداع يكشف ان دول الخليج العربي يهمها مصلحتها فقط ولايهمها مصلحة اليمن وشعبها ومستقبلها.
اليمن من خلال موقعها تعتبر دولة خليجية بالنسبة للخليج العربي ، وهذا مايدل على أن لها حقان يجب ان تقوم بها دول الخليج ، حق الجوار وحق العروبة ، ويتطلب ان تكون اليمن عضو في مجلس التعاون الخليجي ، ويكون الجيش الوطني اليمني ضمن درع الجزيرة ، حتى يتحقق صدق الإخاء والجوار والعروبة ، فعلاقة اليمن مع دول الخليج العربي ليست علاقة مصالح دبلماسية وتحالفات سياسية ، ولكنها علاقة اخوية مصيرية لها حقوقها الواجبة والمفروضة التي يجب القيام بها حتى تتجسد الأخوة وتصدق المشاعر ويتحد الجميع .
يتسلسل الخوف إلى انفسنا عندما نرى هناك اختلاف في سياسة بعض دول الخليج العربي تجاه مايحصل في اليمن ، ونجد ان هناك طرف يشجع طرف ضد طرف آخر داخل الدولة اليمنية والمقاومة الشعبية ، وهذا مايبعث لدينا مخاوف حول مستقبل اليمن الذي قد يكون ضحية صراعات داخلية نتيجة صراعات سياسية خليجية ، واحياناً يراودنا الشك ان تلك الاختلافات الخليجية حول اطراف في المقاومة اليمنية انما هي لعبة سياسية بين دول الخليج تهدف من وراءه إلى بقاء الصراع المستقبلي وعدم تقديم الحلول الجذرية لمشاكل اليمن ، ومن المستبعد ان تتفق دول الخليج في اليمن لمحاربة الانقلاب ثم تختلف على اطراف داخل المقاومة او الحكومة ، فتلك الاختلافات تعتبر تافهه ، وحلولها بسيطة ولا تستحق ان تذكر على الألسن وتخرج إلى خارج الطاولة .
مستقبل اليمن يجب ان يكون صاحب اقتصاد قوي ودولة قوية وجيش قوي وعملة قوية ، ويجب ان يكون متقدم ونامي في مختلف الجوانب ، وهذا الامر هو بيد دول الخليج العربي ، فهي التي تملك قرار مستقبل اليمن حالياً كون اليمن سلم الأمر إليها واعطاها ارضه وشعبه وسيادته لكي تخوض فيه معركة تنقذ فيه اليمن وتدافع عن الخليج من خطر ايران ، ومثلما اصبحت ارض اليمن معركة للدفاع عن اليمن والخليج معاً ، يجب ان يكون مستقبل اليمن ومستقبل الخليج معاً ، مالم فإن مشكلة اليمن ستظل قائمة وستظل أرضه بؤرة تحتضن الخطر المستقبلي الذي سيعاود تهديده لدول الخليج ، وقد لاتجد دول الخليج في المستقبل فرصة للتحالف وخوض معركة للقضاء على الخطر في اليمن الذي يهدد اراضيها ومصالحها كهذه الفرصة التي منحها اياها الرئيس اليمني الشرعي الذي اعطاها شرعية التدخل في اليمن من خلال طلبه وموافقته وتحالفه معهم بحجة القضاء على الانقلاب ومحاربة إيران .
مثلما اتحدت دول الخليج العربي في اليمن لمحاربة إيران ، عليها ان تتحد لبناء مستقبل اليمن ، ومثلما اعتبرت دول الخليج ان اليمن دولة عربية يجب عليها ان تجعل اليمن عضو في مجلس التعاون الخليجي ، ويجب عليها ان تؤمن اليمن من خطر إيران لكي تأمن دول الخليج ، بينما يجب ان يتم القضاء على كل المشاكل الداخلية في اليمن حتى لايستمر الصراع ويعود اليمن كما كان من قبل يعيش بين الحياة والموت والفقر والجوع وينتقل من مرحلة سيئة إلى مرحلة مشابهه لها ، ويخرج من نفق مظلم ليدخل في نفق آخر ، فاذا كانت مشكلة اليمن الحالية سببها ماكان يدور فيه من صراعات سابقة وتحالفات وقوى تقليدية ونظام حكم والتي أثرت على مستقبله وانتجت مايدور فيه حالياً ، فأن مشكلة مستقبل اليمن بعد خوض المعركة مع إيران ستكون متعلقة بدول الخليج العربي .