محمد عبدالله القادري
الوحدة اليمنية جاءت من جنوب اليمن ولم تأتي من شماله ، وابناء الجنوب هم الذين صنعوا الوحدة وتسابقوا لها واستجابوا وهبوا وكانوا سبباً في تحقيقها واخراجها على الواقع ورفع رايتها الوضاءة ، ومن خلال المقارنة والنظرة الموضوعية سنجد ان ابناء الجنوب هم من كانوا يحملون الفكر الوحدوي الحقيقي والثقافة الوحدوية الراسخة قبل عام ??م ، وهم الذين استقبلوا علي عبدالله صالح في الشيخ عثمان ورفعوا سيارته على اكتافهم ، وهم الذين تغنوا بها وعزفوها مشاعر وحنيناً ولازالت اغنية "وحدويون" للفنان الراحل محمد سعد عبدالله تؤكد على صدق ابناء الجنوب في مشاعرهم تجاه الوحدة اليمنية ، حتى عند اعلان الانفصال في الجنوب في عام ?? كان اغلب ابناء الجنوب مع الوحدة وقد رحبوا بالشرعية واستقبلوها بعد تلك الحرب ، وهذا مايدل على ان الوحدة اليمنية جاءت من عدن ، ويجب اليوم ان تدافع عدن عن الوحدة التي صنعتها بالأمس ولاتترك مجال للهيمنة الانقلابية التي تحارب وحدة اليمن ارضاً وانسانا.
اعداء الوحدة اليمنية هم الذين جعلوا الناس يكرهون الوحدة ، وهم الذين اتخذوا الوحدة مغنم وكرسي حكم وملكية خاصة وثروات مصادرة ، ولم يحعلوا الوحدة دولة قوية ومواطنة متساوية ، وحكم عادل ، وجيش وطني ، وعيش كريم ، ونظام وقانون واقعي ، ومنذ تحقيق الوحدة اليمنية في عام ??م إلى اليوم سنجد ان اعداء الوحدة الحقيقيون هم ثلاثة ، عفاش وآل الأحمر والحوثي الانقلابي ، وهذا مايجعلنا اليوم نتنبه لهم ونقف جميعاً ضدهم ونخلص وحدتنا اليمنية من اعداءها إلى الابد ونوحد صفوفنا لتحرير الشمال من الانقلاب ، لكي ننعم جميعاً بدولة الوحدة الحقيقية ونرسخ نهجها الوحدوي العظيم .
علي عبدالله صالح لم يكن صانع الوحدة ولم يكن وحدوياً، وقد اتضح امره مؤخراً ، حيث استخدم الوحدة شماعة للمغالطة ، ووسيلة للسلطة والحكم والثروة ، ولم يكن له اي آثار وحدوية على الواقع من حيث بناء الدولة وجيشها الوطني ، ومن خلال وقوف صالح مؤخراً مع الانقلاب الحوثي يتضح محاربته للوحدة وزيف اقواله وخطاباته ومواقفه السابقة والحالية ، وهذا مايؤكد ان علي عبدالله صالح كان سبباً في جعل ابناء الجنوب يكرهون الوحدة ، وسببا في اعلان الانفصال عام ?? واندلاع حرب ضروس بين الشمال والجنوب .
العدو الثاني للوحدة اليمنية هم آل الاحمر ، فقد اتخذوا الوحدة كنظام قبلي يقوي مركزهم وثروتهم ونفوذهم ، فقبيلة حاشد حاربت الوحدة اليمنية على الواقع من خلال النهب والتسلط والاستثمار والمتاجرة في ارض جنوب اليمن وثروته ، وابناء عبدالله بن حسين الاحمر بسطوا على بيت علي سالم البيض في عدن ليثبتوا على سيطرة القبيلة في موقع هام من مواقع اصدار القرار في السابق ليحل محله الشيخ والقبيلة ، بينما الجنرال علي محسن الاحمر بسط على الاراضي في الجنوب بمايقدر مساحة امارة دبي واكثر ، وهذا مايدل على ان تلك القبيلة تعتبر الوحدة هي تقوية مركزها القبلي ، والدفاع عن الوحدة هو الدفاع عن مركز ومصالح القبيلة ومشائخها.
العدو الثالث للوحدة اليمنيه هو الحوثي وجماعته ، وهو لايختلف عن عفاش وال الاحمر من حيث الهدف في استخدام الوحدة كحجة ظاهرة ومصدر نفوذ وسلطة وغنيمة ثروة ، فالحوثي قد تحدث عن القضية الجنوبية كثيراً وتعاطف معها ، وكم اعلن عن وقوفه معها وطالب بالانتصار لها، ولكنه بعد نجاح انقلابه في صنعاء توجه نحو عدن ليفعل بابناء الجنوب مالم يفعله احد من قبله ، وهنا اتضح ان الحوثي وانقلابه ومن تحالف معه هم من اشد الاعداء للوحدة ولابناء الجنوب ولابناء اليمن اجمعين .
اعداء الوحدة اليمنية هم اعداء اليمن قبل ثورة ?? سبتمبر وبعد قيام الثورة السبتمبرية ، وهم ثلاثة عفاش وآل الاحمر وجماعة الحوثي ، فالجماعة الحوثية ونطامها السلالي هي عدو اليمن قبل الثورة ، وعفاش وآل الاحمر ونظامهم العائلي والقبلي المختلط والمنضوي تحت قبيلة حاشد والمتوزع بين قرية آل الاحمر في سنحان وقرية آل الاحمر في العصيمات حاشد عمران ، هم بالفعل اعداء اليمن واعداء وحدته واعداء ثروته .
ابناء الجنوب عانوا من اعداء الوحدة اليمنية كمعاناة الكثير من ابناء الشمال ، ولكن اذا كان ابناء الجنوب يطالبون بالانفصال من قبل في ظل حكم النظام السابق فقد كان لهم مبررات لمطلبهم يمنحهم الاحقية ولا لوم عليهم في ذلك لماعانوه ،،، ولكن اليوم لايحق لابناء الجنوب ان يطالبوا بالانفصال فليس لهم اي مبررات مقبولة ، وانما يجب عليهم ان يدافعوا عن الوحدة اليمنية من الانقلاب الذي لازال مسيطر على اكثر محافظات الشمال ، واليوم لدينا فرصة سانحة لاغتنامها في التخلص من كل اعداء الوحدة واعداء اليمن ، ولنمضي قدماً لترسيخ وحدتنا اليمنية وترسيخ وحدة الامة العربية ، ويجب ان نعلم ان من ينادي او يطالب بانفصال اليمن في الوقت الحالي ، ليس الا مجرد عدو من اعداء اليمن ووحدته والامة العربية .