حسين الوادعي
هل ستبدأ المفاوضات؟
هل ستتوقف الحرب؟
وكيف ستنتهي؟ بتسوية أم بحسم عسكري؟
هذه هي الأسئلة اليومية الصعبة لشعب يعيش تحت الحرب.
في الأعلى يبدو أن لدى أطراف الصراع الاستعداد لتحمل تكلفة الحرب، لكن ليس لديهم الاستعداد لتحمل تكلفة السلام!
وعندما يصبح خيار السلام مخيفا أكثر من خيار الحرب يصبح الوضع مفتوحا لمزيد من التعقيدات.
أما بالنسبة للمفاوضات فتكمن العقدة في القرار 2216 لم يعد يرضي أي ـحد من الطرفين:
بالنسبة للتحالف يبدو اقل بكثير مما يتخيل انه سيحققه من خلال الحرب،
وبالنسبة للحوثيين صالح يبدو اقل بكثير مما حققوه فعلا بالحرب الداخلية ..
هذه ليست كل المشكلة..
المفاوضات حتى الآن يخطط لها أن تتم بين القوى التقليدية (المؤتمر والإصلاح والمشترك وجناح هادي بالإضافة إلى الحوثيين كقوة صاعده).
لكن هناك قوى جديدة تبزغ بقوة على الميدان ولن يكون التفاوض مجديا إذا لم يتم استيعاب مطالبها وخاصة (قوى الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية وتكتلات السلفيين التي يكتسب مزيدا من القوة كلما طال الصراع).
وهذا كله لا يأخذ في الحسبان أي مفاجآت قد تقوم بها القاعدة أو داعش (وهو سيناريو محتمل جدا).
الحسم العسكري هو الوهم الذي لا زال يسيطر على النقاشات حول الحرب.
وإذا كان الفاعلون يخافون من الحرب أكثر مما يخافون من السلام فالقادم مجهول وغير قابل للتحكم.
أما تفاقم الوضع الإنساني وانهيار الاقتصاد والنظام الصحي فهي المخاوف التي تأخرت كثيرا لكنها صارت موجودة بنسب مختلفة عل ارض الواقع.
هناك خوف اكبر من تحول الحرب في اليمن إلى "مغنم" للقوى الدولية والإقليمية والمحلية:
صفقات سلاح ضخمة مع الدول العظمى قد تجعل اليمن ساحة لزيادة العرض والطلب
واستحقاقات داخلية في السعودية ودول الخليج قد يكون الحل هو تصديرها إلى الخارج عبر الاستمرار في حرب طويلة في اليمن.
وتطلعات إيرانية قد تجد متنفسا لها بعد توقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات قد تصبح الحرب في اليمن وسيلتها لإرسال رسائل الغزل والتهديد.
وصراع على سوريا قد يتحول أي إخفاق فيه إلى محاولة للتعويض بنصر بديل داخل اليمن
وأمراء حرب داخليون بدؤوا يتشكلون من الدوائر المقربة من هادي وحكومته والمقاومة الجنوبية و الحوثيين وحلفاؤهم صارت الحرب تعني لهم فرص ربح سريع ما دامت الحرب مستمرة (اقتصاد أمراء الحرب).
السلام ممكن فقط إذا بدأت أطراف الصراع تقتنع أن تكلفة السلام اقل من تكلفة الحرب. وانه مهما كانت أسئلة السلام صعبه فلن تكون أصعب من حرب طويلة ومفتوحة و لا أخلاقيه.