صحيفة 26 سبتمبر
ليمن ليس وحده من يودع عاماً صعباً واجه خلاله تحديات متوقعة وأخرى لم تكن بالحسبان على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني, بل المنطقة العربية والعالم.. ومع ذلك لم تأخذه الأحداث إلى حافة الانزلاق واستعصى على تلك التحديات أن تذهب به نحو أخطار كارثية وأثبت أبناؤه مجدداً أنهم قادرون على التلاقي وان لديهم الاستعداد على بناء التفاهم مغلبين العقل والحكمة على منطق الصراع والاحتراب والذهاب نحو الفوضى بنجاحهم في الوصول باللحظة المناسبة إلى توقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية.
التي انبثقت منه حكومة الكفاءات الوطنية بعد عراقيل تجاوزتها بما قدمته من برنامج طموح مبني على تشخيص دقيق لأولوية المهام والواجبات التي ستضطلع بها للخروج من المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها الوطن وأبناؤه جميعاً لتنال هذه الحكومة الثقة بالإجماع من البرلمان ليحمل ذلك مؤشراً إيجابياً من القوى الاجتماعية والسياسية والفعاليات الاقتصادية يعكس إدراكاً عميقاً أن لا خيار إلا المضي قدماً بالتسوية السياسية واستحقاقات مرحلتها الانتقالية صوب تحقيق غايتها في استكمال عملية الانتقال إلى يمن اتحادي جديد ودولة مدنية ديمقراطية حديثة تستجيب لطموحات اليمنيين جميعاً وتلبي تطلعاتهم في العدالة والكرامة والحرية المجسدة لشراكة حقيقية تعبر بجلاء وبمسؤولية عالية عن دولة المواطنة المتساوية التي سيمثل ضمانة راسخة لها الدستور الجديد الذي وفقاً للجنة المكلف بإعداد مشروعه أصبح جاهزاً في صيغته النهائية منتظراً إعلانه في مستهل عامنا الجديد 2015م..
ومن هنا لابد أن تتواصل هذه الثقة في تقديم كل أشكال الدعم والمساندة لحكومة الكفاءات الوطنية من كافة اليمنيين- مواطنين وأحزاباً وتنظيمات وحركات سياسية ومنظمات مجتمع مدني- وفي هذا كله ينبغي أن يكون لعلماء ديننا الإسلامي الحنيف المستنيرين وكذا المثقفين والإعلاميين دور طليعي وواع صادق ومسؤول يرتقي إلى مستوى موجبات الخروج من دائرة الخطر وهذا لن يتأتى إلا بالابتعاد عن الاصطفافات والاستقطابات الخاطئة للمشاريع الصغيرة التي لم نجنِ منها إلا الأزمات والخلافات والصراعات العبثية والفساد والعنف والإرهاب, ولم يسلم من لهيب حرائقها أحد وفي الصدارة أصحاب تلك المشاريع..
وهاهو الوقت قد آن للعمل من أجل مشروع اليمن الكبير الذي يجب أن نورثه للأجيال القادمة موحداً آمناً ومستقراً متقدماً ومزدهراً..
وفي هذا السياق لا ينبغي أن يفوتنا ونحن نلج إلى العتبات الأولى للسنة الجديدة أن هناك ملامح تغيير إيجابية في المشهد السياسي الإقليمي والدولي تبرز في استبدال صراع المصالح القائم على العنف والحروب التي أدت إلى استفحال ظاهرة الإرهاب على نحو غير مسبوق بحيث أصبح خطره أكثر من ذي قبل على كافة المنطقة والعالم بأسره ليفسح هذا المجال لبروز انفراجة في الوضع الإقليمي والدولي مبنية على تفاهمات تنتج تسويات لكل ملفات الشرق الأوسط ونحن جزء منه لاسيما وأن الموقف الإقليمي والدولي تباين واختلف في كل بؤر صراعات المصالح وتوافقت على منع انزلاق اليمن إلى الاحتراب والفوضى..
من هذاكله يبرز الاستخلاص الأهم-إن سارت الرياح وفقاً لما تشتهي سفن الحلول السياسية والسلام والاستقرار- أن اليمن في العام 2015م سيكون المستفيد الأكبر من بروز مثل هذا المسار وسوف تتعزز وتتغلب قيم السلم والشراكة الوطنية وبما يخرج أبناءه من بحر المخاطر المتلاطم إلى بر الأمان.. لذا فإن هذا العام عام العمل والتفاؤل والأمل.