محمد عبدالله القادري
ندما ننظر الى واقع المقاومة وتقدمها وهيكلها وشموليتها يتضح لنا ان تلك المقاومة تحمل في مسيرتها ترسيخ الوحدة اليمنية وترسم بدماء شهداءها وطن الثاني والعشرين من مايو ومن خلال تواجد قاعدتها وامتداد تأييدها يجعلنا نعرفها بأنها روح يسري في كل انحاء اليمن وشريان يجري في كل ارجاء وطننا الحبيب فهي مقاومة تعبر عن وطن وتعبر عن شعب .
المقاومة وحدوية وخصمها انفصالي وهذا ماأسقوله اليوم بكل صراحه واثبت عليه من الواقع والميدان التي تفضح كل المغالطات وتكشف كل الادعاءات وهنا سأوضح ان المقاومة تصب في صالح الوحدة اليمنية ومن يواجهها ويقف امامها فهو عدو للوحدة اليمنية ويحمل افكار الانفصال والفرقة والتشطير .
المقاومة شمولية في تحالفها وتتشكل من كل الاطياف وهذا ماسيجعلها قادرة على ان تكون محل اجماع بينما الحوثي وتحالفه محصور يتكون من تحالف طرفين فقط هما الحوثيون والمتحوثون او التيار الذي يقوده عبدالملك الحوثي والتيار المؤتمري الموالي ل علي عبدالله صالح وهنا نقول ان المواجهة في الميدان تتكون من طرفين الطرف الاول هو الطرف المعتدي الانقلابي ويتكون من سيد حوثي ومؤتمري متحوث والطرف الثاني هو الطرف المدافع المقاوم الذي يتكون من مؤتمري واصلاحي وناصري وسني وشمالي وجنوبي واسود وابيض وبدوي وحضري
المقاومة وحدوية من حيث شمولهاالجغرافي وقاعدتها المتواجده الرافضه للحوثي في كل انحاء اليمن فهي موجودة في كل محافظة حتى في محافظة صعدة ويتصدرها رموزها الشيخ عثمان مجلي والشيخ صغير بن عزيز ولكن الحوثي وعصابته غير موجود في المهره وغير مقبول في الجنوب وقد تم دحره وغير مقبول في مأرب واغلب المحافظات الشماليه وانما هناك له قبول نسبي في اقليم آزال فقط ولاعتبارات كثيرة منها مناطقية وعرقية ومذهبية .
على المستوى السياسي المقاومة حققت وحدة سياسية حزبية من حيث شموليتها واحتواءها للاحزاب الحقيقية التي تحظى بثقلها السياسي في الساحة ... فطرف المقاومة يشمل كل الاحزاب التي لها مقاعد في البرلمان
المؤتمر والاصلاح والاشتراكي والناصري وهذا ماجعلها تحقق وحدة سياسية واما الطرف الاخر فهو يتكون من طرف حزبي واحد وهو المؤتمر جناح صالح وجماعة متمردة انقلابية ليس لها اي مصوغ قانوني يجعلها مؤلها في الجانب السياسي .
على مستوى التركيبة القبلية لقبائل اليمن فالمقاومة حققت وحدة قبلية فهناك مشايخ من قبيلة حاشد مع المقاومة وشيخ مشايخ قبيلة بكيل الشيخ الشايف مع المقاومة ورموز من قبائل مذحج وكل قبائل مأرب وشبوة وحضرموت مع المقاومة اضافة الى أساس قبيلة حمير التي ينبع اصولها من مخلاف شرعب والذي ابرز دورها الشيخ حمود المخلافي الذي اصبح اليوم يتصدر مشايخ اليمن من خلال دوره القيادي في المقاومة وصمودها الاسطوري في محافظة تعز .
من خلال ماسبق واضافة الى ان المقاومة ايضاً حققت وحدة بين الجماعات الاسلامية وبين الاوساط المثقفه الذين جمعتهم على التوافق عليها رغم اختلافاتهم الفكرية والحزبية بالاضافة الى تقدمها الذي يبرز اهدافها التي تؤكد كل التأكيد ان هذه المقاومة تسعى الى استعادة الوحدة اليمنية وتستند الى وحدة عربية .
المقاومة وحدوية ومن يقف معها او يساندها فهو يقف مع الوحدة والحوثي انفصالي وكل من يقف معه او يسانده فهو يقف مع انفصال اليمن وضد وحدته وقد اثبت لنا الواقع اليوم تلك الاشاعات والاكاذيب لتفضح الحقيقه التي تبين للجميع ان اولئك الذين يدعون حماية الوحدة اليمن هم من يسعون الى انفصالها ولم نحكم عليهم بذلك الا من خلال ادلة دامغة وبراهين واقعية واضحة
: لم اجد يوماً اي دليل يثبت على ان الحوثي وحدوي ولا استطيع ان اجد من خلال طبيعة هذه الجماعه وعقيدتها مايجعلني ان اتفائل او اتوقع بأنهم سيكونون وحدويون يوماً فالحوثي يكرس الانفصال تكريس عقائدي وثقافي واخلاقي ولا يمكن ان يكون يوماً عاملاً من تحقيق وحدة شعب او وطن لأن فاقد الشئ لايعطيه .
الحوثي يحمل عقيدة انفصالية تفصل المسلمين عن بعضهم البعض وتقيم بينهم حاجزاً من الفوارق العرقية والعنصرية فالوحدة والاعتصام من اصول الدين الاسلامي القائم على المساوة التي ترفض التفريق بين الطبقات والافراد لدواعي النسب واللون .... ولكن الحوثي لايؤمن بهذا الاصل اطلاقاً وهذا مايجعلنا نؤمن كل الايمان ان هذه الجماعه المتمركزة في صعدة لن تحقق وحدة يمنية ولن تحقق وحدة عربية من خلال تمركزها في جنوب لبنان او اي دولة عربية اخرى ولن تحقق اي وحدة اسلامية من خلال قيادتها الشيعية في ايران الفارسية .
الوحدة اليمنية تقتضي المساواة بين كل اليمنيين امام القانون وكرسي الحكم متاح امام ابن اليمن اياً كان سواءً كان شمالي او جنوبي او مؤتمري او اصلاحي او اشتراكي ولكن الحوثي لديه انظمة او قوانين لاتسمح لاحد من اليمنيين ان يكون في مصدر اصدار القرار الا اذا ينتمي لسلاله معينة ولا أحد يحق له التربع في كرسي الا اذا من آل البيت .... فأي وحدة يمنية سيحققها الحوثي وكماهو معلوم ان من لايمتلك العداله والمساواه لا يستطيع تحقيق الوحدة .
الحوثي الذي كان يتكلم عن قضية الجنوب وحقوق ابناء الجنوب هو الذي انطلق بجحافله وعتاده ليهجم على ابناء الجنوب ويمارس فيهم ابشع الجرائم ويسلبهم من ابسط الحقوق .... الحوثي الذي نزل الى الجنوب بدعوى الحفاظ على الوحدة والدفاع عنها هو الذي نزل للقضاء على الوحده وتنفيذ المخطط الانفصالي ليهيئ الجو ويسلم الجنوب لحليف انفصالي ثم يعود للتمركز بشمال اليمن .... الحوثي الذي كان يدعي رفضه للاقاليم باعتبارها تقسم اليمن وتشكل خطر على الوحدة رغم انها عكس ذلك وليس هناك خطرا على الوحدة اذا اصبحت اليمن دولة اتحادية مكونة من ستة اقاليم .... ولكن الخطر الحقيقي على الوحده هو مايريده الحوثي الذي يريد ان تصبح اليمن دولة انفصالية مكونة من اقليمين .
علي عبدالله صالح اخطأ خطأ فادح من خلال وقوفه مع الحوثي وهذا مايدلل على اسرار ذلك التحالف الذي يهدف الى مغالطة الشعب والتأريخ بدعوى الحفاظ على الوحدة وهو يهدف بالحقيقه الى اهداف مناطقيه تقتضي عودة الحكم الى اقليم ازال والانقلاب على ذلك الحاكم الجنوبي الذي تربع لأول مرة في التأريخ على عرش حكم اليمن في صنعاء .
هل وحدوية الزعيم الصالح اصبحت مثل وحدوية علي سالم البيض فالبيض كان شريكاً في الوحدة ولكنه تمرد واعلن الانفصال ... والزعيم صالح ساهم في تحقيق الوحده وفي الدفاع عنها ولكن وقوفه المره الاخيرة مع الحوثي يعتبر وقوف انفصالي يسئ به الى رصيده الوحدوي التاريخي .
الزعيم صالح اتهم عبدربه هادي منصور هادي بالانفصال وهذا اجحاف وظلم ومغالطة وحقد .... مهما بلغت ذروة الخلافات لايجب التنكر لرفقاء الدرب فالرئيس هادي كان له الفضل في انتصارات حرب ?? وعند وقوع الانقلاب الحوثي الذي جعله يهرب الى عدن لم يصل الى عدن ليعلن الانفصال وانما وجه بمنع ظهور اي اعلام انفصالية او تشطيرية .. وهذا مايؤكد ان ذلك الاتهام كيدي ولا أساس له من الصحة .
اذا كان لهادي اخطاء او سلبيات فهذا لايجعلنا نحكم عليه بأنه انفصالي فلو كان انفصالياً لما اصبح اليوم يقود المقاومة لتحرير الشمال من الحوثي وسيطرته .. فلوكان انفصالياً لاكتفى بتحرير الجنوب وترك الشمال للحوثي وهذا مايؤكد اكثر على وحدوية هادي التي يبرهنها من خلال المقاومة في الميدان .
اخيراً اقول المقاومة وحدوية ونحن نشاهد اليوم تكرار سيناريوا حرب ?? بطريقة اخرى وهو انتقال التمرد من الجنوب الى الشمال وانتقال الشرعية من الشمال الى الجنوب وانتقال الزحف بطريقة العكس من عدن باتجاه صنعاء لتحريرها وتطهيرها من المتمردين والانقلابيين .... المقاومة وحدوية والحوثي انفصالي .