يوسف القبلان
سنوات من الخداع ملأتها إيران وأتباعها بالشعارات (الموت لأميركا، المقاومة، الممانعة، إزالة اسرائيل من الوجود) سنوات تدفقت فيها الخطابات الثورية التي تناصر – في العلن- قضية فلسطين بهدف كسب التعاطف العربي. وقد انخدع من انخدع ثم كشفت الأحداث الفعلية عن أن ايران تعمل ضد الدول العربية بما فيها دولة فلسطين التي نجحت إيران بتحويلها الى ملف النسيان وهامش الأحداث.
إيران أشغلت العالم بتهديدها اسرائيل لكن أسلحتها اتجهت صوب العرب. محتل جديد يرحب به النظام السوري بطل المقاومة والممانعة. بطل يريد تحرير فلسطين ويهاجم الاستعمار والامبريالية ولا يطلق رصاصة واحدة لتحرير بلاده بل يرحب بمستعمر جديد.
سنوات من الخداع تاجرت فيها إيران بقضية فلسطين. الآن نجحت بفعل مؤامراتها على الدول العربية ونشاطاتها الارهابية في تهميش قضية فلسطين. انطلقت تنفذ سياسة دنيئة لتفتيت العرب ونشر الفتن لتحقيق مطامعها وأهدافها الحقيقية التي لا تريد الخير والتقدم للعرب.
كان بإمكان ايران أن تقيم علاقات طبيعية مع دول المنطقة في كافة المجالات، علاقات سياسية واقتصادية وثقافية تتوفر مقومات نجاحها وفوائدها لكل الأطراف. علاقات تمد جسور التعاون والتكامل والسلام؛ لكنها مع الأسف اختارت الطريق الآخر. اختارت طريق الهدم لا طريق البناء. وتدخلت في شؤون الدول العربية بطرق ملتوية لأن أهدافها ليست في صالح العرب.
سياسة الخداع الايرانية شملت الشعب الايراني الذي تشبع من الشعارات الثورية والوعود الوهمية، لكنه على أرض الواقع يعاني من ظروف صعبة في مقدمتها الظروف الاقتصادية.
موارد ايران لم توجه للتنمية وتحسين أوضاع الشعب الايراني لكنها اتجهت الى اثارة الاضطرابات في المنطقة ودعم المنظمات الارهابية بالمال والسلاح. تفعل ذلك والمجتمع الايراني يعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية كثيرة، لكن النظام الايراني يعالج تلك المشكلات بالتسليح فهو يعرف الداء لكنه يصف الدواء غير المناسب.
ولخداع النظام الايراني مسار آخر وهو استغلال الدين لأغراض سياسية وهي تفعل ذلك مع شعبها ومع الشعوب الأخرى. وفي هذا الاطار نجدها تستغل موسم الحج لدعم سياساتها حتى لو وصل الأمر الى التخريب وارتكاب الأعمال الاجرامية ولها سجل معروف في هذا السلوك. واستخدمت ايران كذلك اسلوب استغلال الدين في بناء المنظمات الارهابية وهي المنظمات التي جاءت أفعالها على مدى سنوات لتحقق أكبر انجاز في تشويه الاسلام.
وفي استغلالها للدين عملت ايران على إذكاء الطائفية لخدمة أطماعها ومآربها السياسية، وقد فعلت وتفعل ذلك في العراق ولبنان وسورية واليمن.
إنها مسيرة طويلة من الخداع والتضليل انكشفت للعالم أجمع وبدأت تصل الى نهايتها لأن سياسة التضليل والخداع والارهاب هي سياسة غير قابلة للحياة في عالم اليوم.
*الرياض