* محمد الحمادي
من يبحث عن السلام لا ينشر الموت في كل مكان، ومن يريد الحوار لا يزرع الألغام في كل شبر، والحوثي الذي يتكلم عن حل سياسي يقوم بكل ما هو غير سياسي، بل ما هو غير أخلاقي ولا إنساني، فلم يكتف الحوثي وصالح بزرع الألغام في كل شارع وقرية وواد، بل وصل بهم الإجرام إلى أنهم زرعوا الألغام داخل بيوت المواطنين اليمنيين!!
عندما نتأمل ما اقترفته أيادي الحوثيين والعفاشيين، نتأكد أن الحديث عن حل سياسي، وعن جلوس على طاولة الحوار، ما هو إلا مناورة ساذجة لكسب الوقت، ولإيقاف تقدم قوات التحالف العربي، لكنها محاولة فاشلة لم تنطل على أحد، كما أن كل حديث عن حل سياسي، لا يتوافق مع الوضع في اليمن، ولا يمكن تنفيذه في ظل جرائم مليشيات صالح والحوثي، وهذا ما جعل الحكومة اليمنية تتراجع، وبالتالي يتم ترحيل المفاوضات التي كانت مقررة نهاية الشهر الحالي إلى أجل غير مسمى.
منطق الحياة يقول، إن الحق بحاجة إلى قوة تحميه وتفرضه، وإن العمل العسكري هو الخيار الأخير بعد فشل كل الجهود الدبلوماسية، وعندما ينطلق الخيار الأخير، لابد أن ينتهي عند نقطة الهدف المحدد، وهو في اليمن عودة الشرعية كاملة على الأراضي اليمنية، لكن ليس من المنطق أبداً أن تعود الأمور إلى المربع الأول ونقطة الصفر قبل الحسم العسكري، أي قبل أن يحقق الخيار والحل الأخير أهدافه كاملة، وليس من المنطقي أن يكون هناك تفاوض مع القتلة والخونة وصبيان المقاول، لأنهم بالتأكيد ليسوا أصحاب قرار، وقرارهم كله في طهران.
وعندما يلف المجتمع الدولي ممثلاً في المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، ويدور بحثاً عن مكان لعقد لقاءات التفاوض، فإن الأمر البدهي أن ننتظر جميعاً تحرير العاصمة اليمنية صنعاء لتكون المكان الأمثل لإجراء هذه المفاوضات، فلابد من صنعاء عسكرياً أولاً، ثم سياسياً عند الوصول إلى مرحلة التفاوض، أما الحديث عن مكان آخر ومدينة أخرى، فهو إضاعة للوقت، ومحاولة لإضفاء شرعية على غير الشرعي، كما أنها محاولة مشبوهة للإيحاء بأن الحوثي وعفاش قوة في مقابل الحكومة الشرعية، وأن الفريقين متساويان في الأوراق التي يضعانها على الطاولة، وأنهما يتفاوضان خارج اليمن، بمعنى أن كليهما على المستوى نفسه من عدم وضوح الرؤية على الأراضي اليمنية، وأن أحدهما لم يحسم الأمر لمصلحته، لذلك اختارا أرضاً محايدة للتفاوض، وهذه رسائل سيئة للشرعية اليمنية وللشعب اليمني، رسائل سلبية تصب في خانة الحوثي وعفاش ومقاولهما.
يجب ألا ننسى أن اللجوء إلى الخيار الأخير، وهو الحسم العسكري لم يكن اختيار الحكومة اليمنية الشرعية، ولا التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بل هو الخيار الذي فرضه المقاول الإيراني وصبيانه، وهذا الخيار جاء بعد استنفاد كل الجهود السياسية والدبلوماسية.
وهو الخيار الذي يجب أن يستمر حتى يتم وضع حد نهائي للعبث في مناطق اليمن، والانتهاكات الجسيمة التي تمارسها قوات صالح والحوثي وتداعياتها، وآخرها تدهور الأوضاع الإنسانية في تعز بسبب الحصار وقطع الحوثي المياه، ومنع الغذاء وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لأهالي المنطقة.
عندما نتأمل ما اقترفته أيادي الحوثيين والعفاشيين، نتأكد أن الحديث عن حل سياسي وعن جلوس على طاولة الحوار، ما هو إلا مناورة ساذجة لكسب الوقت، ولإيقاف تقدم قوات التحالف العربي
يجب ألا ننسى أن اللجوء إلى الخيار الأخير، وهو الحسم العسكري، لم يكن اختيار الحكومة اليمنية الشرعية، ولا التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بل هو الخيار الذي فرضه المقاول الإيراني وصبيانه.
* رئيس تحرير جريدة الإتحاد الإماراتية