سام الغُباري
بعد ساعات قليلة من اجتماع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الموالية لشرعيته وترشيحه رئيساً للحزب ، تلقى قيادي رفيع في الحزب واسمه "فريد مجور" ويعمل وزيراً للزراعة في الحكومة اليمنية قراراً مفاجئاً بتغييره من الوزارة ! .
- الوزير البديل اسمه أحمد الميسري وهو أحد الذين ظهروا في قناة عربية قبل أيام للحديث عن انفصال المؤتمر الشعبي العام بين حزب جنوبي ، وشمالي على الرغم من صفته التنظيمية كعضو في اللجنة العامة التي تمثل أرفع مستويات القرار داخل الحزب.
- في السابق كان لهادي أن يكون رئيساً للمؤتمر الشعبي العام بكل بساطة ، غير أنه وقع في محبة الطرف الآخر وهم خصوم المؤتمر الشعبي التقليديين في 2011م ، واقصد حزب التجمع اليمني للإصلاح ، تحول هادي بسبب محاولته الإقتراب منهم وعدم إثارة حفيظتهم "الثورية" إلى منفذ لقرارتهم ورغباتهم الإقصائية ، تسلق الإصلاح والحراكيون والحوثيون على حساب المؤتمر الشعبي العام وقياداته الوطنية المجربة ، غير أن الكثير كان مع عزل الصور المتكررة من المؤتمريين بداخل الدولة ، لكن ذلك لا يعني إنجاز مذبحة وظيفية دفعت أعضاء المؤتمر الشعبي العام إلى النفير عن هادي ، وعدم تحقيقه الإجماع اللازم لإنتخابه رئيساً يرعى الوطن والحزب ويدعم برنامجه الذي على أساسه تمت القسمة داخل المبادرة الخليجية بوصوله إلى الرئاسة عن المؤتمر الشعبي ، فيما تسلم الأستاذ محمد سالم باسندوة رئاسة الوزراء عن احزاب اللقاء المشترك .
- استمرار هادي في تطويع قرارته الرئاسية لصالح أطراف مدللة يرفع منسوب الخطر لدى المؤتمريين الذين اوصلوه إلى الحكم ، فأبعدهم عن وظائفهم ، عندما كان نائباً لرئيس الحزب فكيف به إذا امتلك الحزب والدولة معاً ! ، ومازال مستمراً بالتحديق في الذين حوله بعين ابن المدينة المتعصب الذي لم يخرج بعد من أحداث يناير 86م فيسحب الوزارة من يد ابن شبوه ليعطيها لإبن مدينته صاحب الصوت المرتفع .
- لقد عُزل صالح بقرار استثنائي لأنه ارتكب انتهاكات مؤلمة بحق ابناء بلده ، وحاول تطويع المؤتمر الشعبي العام لخدمة الأهداف المليشاوية ، وسلم الحزب وقياداته وقواعده ليعيث فيهم الإنقلابيين فساداً وتنكيلاً وإقصاءً وتفجيراً وتشريداً ، ولذا فقد شكل أمر العزل قبولاً حسناً لدى المزاج العام للمؤتمريين حتى الذين يقفون في صف "صالح" ، لكن ما لا يمكن قبوله أن يستمر هادي في اصدار قرارته الرئاسية بصورة أحادية بعيداً عن برنامج الحزب واستشارة قياداته ، وتحقيق الإجماع الحزبي حوله .
- هادي يعرف جيداً أن قرار عزله في 8 نوفمبر 2014م من موقعه كنائب أول للمؤتمر الشعبي العام مثل انقلاباً غير مقبول على مستوى اللائحة التنظيمية للحزب ، غير أنه مهد الطريق نحو عزله الرئاسي ومحاصرته المرذولة من مليشيا الحوثي المسنودة بتواطئ كتلة صالح الجديدة داخل الحزب ، وهو يعرف ايضاً ان أقصر الطرق لمفتاح عودته الى صنعاء يمر من بوابة اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام التي طالهتا يد القصف الجوي قبل اشهر ! .
- يجب أن يلتزم هادي بالسير وفق برنامج الحزب قبل أي اجتماع عام لتنصيبه رئيساً رسمياً له ، فما زال إلى الآن مُـعلقاً بقرار إجماع قيادات المؤتمر الشعبي ، ويجب أن يفكر كرئيس واحد للحزب والدولة ، وأن لا يدع واحدة لنجله وواحدة له ، فيحدث داخل العائلة مصطلح (الرئيسان هادي) ! ، تلك أمور تثير السخرية لكنها ليست عسيرة عليه ، انقاذه للحزب من سيطرة المليشيا هو انقاذ لليمن الذي يرأسه ويحرص على نجاحه في ظل قيادته بما يخفف من حدة الحروب القادمة ، ويضمن استقرار التقدم السياسي والوئام العام بعد نهاية المعركة العسكرية ، غير أن تفكير هادي في إدارة صراعاته الذاتية فقط بإستخدام أدوات الرئاسة والشرعية والحزب ، يحوله إلى نسخة غاضبة من "صالح" الذي شاء تأديب خصوم الربيع العربي ، ونسخة مقلدة من الحوثيين ايضاً الذين يقودون صراعاتهم الآن للثأر من الأمويين الذين قتلوا أجدادهم قبل ألف عام !
- يجب أن ننسى صراعاتنا كلها ، وأن نتحرك إلى المستقبل كأننا خـُـلقنا للتو ، بلا ضغائن ولا حسابات أو صراعات ، يجب أن يحدث ذلك ، مالم فإن الفراغ المعنوي للقيادة في اليمن سيستمر وسيحدث ما هو أدمى وأنكى مما نحن عليه إن لم نجد زعيماً يتحدث كالأنبياء ، ويفتح صنعاء كما فُـتحت مكة !.
* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك