عبدالخالق عطشان
مازال الوقت باكرا جدا لسرد الذكريات والتي تحمل في طياتها مايبعثر اوراق المناضلين وينشر غسيل الثائرين.
الاختلافات الماضية والهفوات السابقة لا ولن تفسد للود قضية غير انها عبوات اذا حالفها التوقيت المناسب فانها تحدث دمارا وخرابا يفسد القضية بل ويحولها الى اشلاء .
يبدو ان نزهة الدكتور مروان الغفوري مع السيد حميد كان توقيتها وطلبها غير مناسبا البته فالحديث كان ذو شجون واتمنى ان يكون آخر لقاء يعقده السيد حميد على الاقل حتى يرتوي ضمأ أبناء تعز ويأتيهم الماء وما كان للسيدة توكل بالرد على الاقل حتى تزال الضمادات وتمشي حاشد بعكازين مؤقتا.
لو كان لنوبل أخ ووضع جائزة للحكمة والحلم لما نالها السيد حميد والسيدة توكل لأنه من يؤتى الحكمة وفي هذا الظرف الحساس فقد أوتي الخير الكثير والكثير .
وكأن مشكلة البلد قد حُلت وكأن الدولة المدنية قد حكمت وكأن المجرمون قد لقوا جزاءهم العادل وكأني والمشردين والمطاردين من ديارهم واعمالهم قد عدنا نحتفل مع اهلنا وجيراننا باستعادة الدولة وعودة هيبتها وكأن كل شيء على مايرام حتى يتذاكر ويتقاذف السيد حميد والسيدة توكل خلافاتهما الملقاه على رصيف الذكريات وليضعاها في وسط الطريق اليوم وليصنعا منها براميل وحواجز اسمنتيه تحول دون مرور ركب الثورة وقافلة التغيير واللتي كان فيها السيد حميد والسيدة توكل رايتان خفاقتان لا ينكر ذلك الا حاقد او جاحد ومعهما بقية الرايات الخفاقة من مختلف الاطياف السياسية.
مازال الوقت باكرا واتمنى ألا يأتي حتى يتقاذف الأحرار بمثل هكذا أمور فمازال آثار غبارٍ ملتصقٍ بدمعة طفل تائهٍ بين غبار البغي والقصف يبحث عن صدرٍ حانٍ فلا يجد إلا ركاماً من الخراب ومازال ثمت قبورٍ تحفر ومتاريسٍ تُشيد ومكرٍ سيء يسري في الليل ويطوف في النهار في الداخل والخارج ..