الأرشيف

اليمن .. مناورة سياسية للمتمردين

الأرشيف
الجمعة ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٣٠ صباحاً

مندب برس-الشرق القطرية


جاء إعلان المخلوع صالح والمتمردين الحوثيين عن قبول شروط السلام؛ إذعاناً لحصارهم من قوات التحالف العربي الذي يوشك أن يدخل صنعاء خلال أيام.
لقد بح صوت التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وجلالة الملك سلمان، حفظه الله، في الدعوة إلى السلام قبل بداية عاصفة الحزم وخلالها لتجنيب اليمن الشقيق مآسي الحرب وحفاظا على المؤسسات والبنية التحتية، ولكن المخلوع صالح والمتمردين الحوثيين ركبوا رؤوسهم وظنوا ضعف التحالف وعدم جديته، وما إن بدأت الضربات تطولهم حتى ضجوا بدول إقليمية ودولية لنجدتهم، ولكن التحالف كان جادا وتوالت انتصاراته حتى ضاق بهم الوضع ولجأوا إلى التسليم بشروط السلام أخيرا.
لقد فقد اليمن شهداء كثرا خلال هذه الحرب ومن الخطأ الجسيم التضحية بهذه الأرواح دون تقليم أظافر هذه العصابات المارقة، والأشد خطورة أن يكون هذا القبول بالسلام مناورة خادعة، لالتقاط الأنفاس وترتيب الأوراق، ولذلك فإن الحذر واجب وضروري.. مناورة لإيهام المجتمع الدولي بأن المخلوع وحلفاءه الحوثيين هم الضحية.
ولقد عودنا المخلوع صالح، شأن الطغاة والمستبدين، على المناورة والخداع طوال تاريخه، فيقبل بشيء ويطبق شيئا آخر على الأرض، والأمل معقود على المملكة الشقيقة ألا تقبل بأقل من الشروط التي أعلنها الرئيس اليمني هادي، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والانسحاب الكامل للميلشيات من العاصمة صنعاء وباقي المدن اليمنية، قبل الجلوس لأي حوار سياسي.
المناورة السياسية في إعلان جماعة الحوثي - صالح ربما لا تحتاج إلى قليل تأمل فقبولهم، وفق الإعلان، بتسوية سلمية للأزمة اليمنية والعودة للمحادثات دون شروط مسبقة، خلاف ما يشترطه الرئيس اليمني، ويعني عمليا بداية البحث عن حلول من جديد، وإلغاء كل ما تم التوصل إليه قبل بداية الحرب من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني في اليمن، وهو أيضا ما يفرغ "عاصفة الحزم" من انتصاراتها الكبيرة والتي توشك على الدخول إلى صنعاء وإنهاء الانقلاب واستكمال إعادة الشرعية إلى اليمن الشقيق.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)