مندب برس - الوطن السعودية
حين يحمّل مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه الاستثنائي أول من أمس، ميليشيات الحوثيين وأعوان المخلوع صالح مسؤولية تغذية الإرهاب والتطرف، فذلك لأن تلك الميليشيات كانت السبب في انزلاق الدولة إلى مرحلة الفوضى، بعد أن خرقت ما تم الاتفاق عليه في الحوار الوطني، وأجهضت المبادرة الخليجية التي بدأت تقود اليمن إلى بر الأمان، ونكثت بكل المعاهدات والاتفاقات التي وقّعت عليها، ثم اجتاحت بتوجيهات إيرانية العاصمة صنعاء وغيرها في رغبة للسيطرة على القرار اليمني.
ولأن التنظيمات الإرهابية لا تستطيع النمو إلا في الأماكن المضطربة، كما فعل "داعش" في سورية والعراق، فقد وجدت في اليمن بعد الانقلاب الحوثي مكانا مناسبا كي تجمّع عناصرها وتمارس نشاطاتها الإرهابية.
وعليه، فإن ما يحدث في اليمن اليوم ما كان له أن يحدث لو التزم الحوثيون والمخلوع بما تعاهدت عليه التيارات اليمنية، لكن خيانة الوطن وشهوة السلطة استولت على الحوثي وصالح، فتحالفا وعملا على تخريب اليمن اعتقادا بأنه سيخضع لهما، غير أن الإرادة العربية بالتحالف الذي تقوده المملكة سحقت طموحات الانقلابيين العدوانية، وأعادت إلى الشرعية دورها، وما إلقاء الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي كلمة اليمن أمام الجمعية العامة لمنظمة الأمم قبل أيام إلا رسالة للعالم بأسره، أن الشرعية في اليمن حاضرة ولا بديل عنها، ولا دور للانقلابيين مهما حدث.
الإرادة العربية ستبقى قوية.. ودماء الشهداء الأبطال ستكون نبراسا لاستكمال طريق النصر، وتفجير مقر الحكومة اليمنية في عدن لن يؤثر على الأهداف المرسومة في معارك تحرير اليمن.
فبالأمس حررت قوات التحالف العربي كامل مديرية صرواح غربي مأرب، وقضت على عدد كبير من ميليشيات الحوثي والمخلوع وأسرت آخرين، وتأكيد نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح أول من أمس، أن الحكومة جاءت إلى عدن وهي تدرك المخاطر، ودورها بسط الأمن والخدمات للشعب اليمني؛ هو الشعور الحقيقي الذي يملأ أعماق كل المخلصين لليمن وشعبه، أما الإرهابيون بمختلف تنظيماتهم، فليس لهم مكان في اليمن الجديد الحر، فالخلاص سيكون جذريا وشموليا، وأحلام "داعش" و"القاعدة" ستدفن كما دفنت طموحات طهران وأعوانها في زمن الشموخ العربي.