متولي محمود
سبب التراجع في جبهة الضباب الشهر الماضي عائد إلى فارق العتاد فقط. كشاهد عيان للمعارك اليومية، دخلت جبهة الربيعي أربع دبابات وأكثر من سبعة أطقم فورد، التي تحمل مضادات الطيران 23 الحارقة والماهرة في التمشيط، خصوصا في المناطق المفتوحة. كل هذا خلافا على التعزيزات البشرية الحاشدة، كما لا ننسى البيئة الحاضنة لهم في منطقة حذران، والتي كان لها الدور الأبرز في زعزعة المقاومة.
طُرد الحوثيون من معاقلهم في المدينة، وحدثت انتكاسة لعزائم مقاتليهم، فأرادوا صنع انتصارات لهم. فشلوا في صنعها في غير جبهات، فكانت جبهة الضباب هي الأنسب، والبداية في الربيعي، بوابته الشمالية.
حتى عقاقة- رغم شح الذخائر لدى مقاتلي المجلس العسكري- لم يستطع الحوثيون استعادتها. لكن عندما اجتاحوا بالآليات العسكرية قرى الربيعي وحذران، صارت عقاقة وحدائق الصالح وحتى الجبل الأسود مكشوفين، وعلى مرمى مدافعهم ونيرانهم الرشاشة.
دفعوا بقوة كبيرة، وتعزيزات عسكرية مهولة. لأكثر من خمس ساعات ومخزن أسلحتهم في حذران يحترق على إثر قصفه من قبل طيران التحالف صباح اليوم. لا يزال الضباب كجبهة، وكرئة تتنفس منها تعز عبر جبل صبر قائمة، ولن يكون اختراقها بتلك السهولة.
للأسف الشديد، ألقى ذلك التراجع بظلاله على الجبهة، واشتعلت المطابخ المعادية لفت عضُد قيادتها. لم تكن تلك المطابخ لتنجح في تشويش الرأي العام لو لم تطفو النعرات الحزبية على السطح، رغم أن السبب واضح، ولا يعود أبدا لخيانات أو تراجع حسب المزاج.
تولى الإصلاحيون والناصريون كِبره، وخاضوا وأخرجوا كل ما في جعبهم. الأجمل في هذه الشائعات أنها أبدت القيادة العسكرية للجبهة أكثر تماسكا من ذي قبل، وهناك ترتيب حثيث للصفوف، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت.
ملاحظة: خلافات الحوثيين وصالح أكبر مما تتصورون، وتوجهاتهم متباينة للغاية. وبرغم ذلك، يظهرون تماسك ورباطة أكثر بكثير مما يبديه شركاء المقاومة، والسبب وحدة العدو. أما المقاومون، فهدفهم واحد "يمن بلا مليشيات" ومع ذلك تظهرُ تُرهاتهم بسرعة انتشار الشائعات، وبمجرد غلطة بسيطة، يظهر كلٌ على حدة للتبرأ منها، أو حتى نسبها للآخر.. هكذا يا سادة، أنتم تعرقلون المقاومين في الميدان، والذين يجودون بدمائهم لليمن، وليس للحزب. كما تعرقلون قوات التحالف في دعمكم وتحرير المدينة. ركزوا على الهدف جيدا، وانبذوا التشتت والانشغال بالترهات.
الله يهديكم بس!