د. محمد ناهض القويز
في اليمن يدفع المدنيون الثمن وتتعرض المدن اليمنية للقصف بصواريخ الميليشيات وصالح ويموت المئات بل الآلاف جراء ذلك.
لم تكتف الميليشيات بالقصف بل اتخذت من استراتيجية حزب الله قدوة بحشر مقاتليها ومعداتهم وصواريخهم ومخازن أسلحتهم بين المدنيين. واستخدمت المدنيين المعارضين دروعاً بشرية في أماكن تعلم يقيناً أنها ستقصف.
في مثل تلك الحالة لن تكون هناك حرب نظيفة فمهما كانت دقة قنابل التحالف سيكون هناك دمار جانبي للحياة المدنية مهما كان محدوداً. هذا معروف في كل الحروب بل حتى في التدريبات بالذخيرة الحية يكون هناك ضحايا فكيف بحرب لا يأبه فيها الطرف المتمرد بحياة اليمنيين.
في كل مرة يُقتل مدنيون تتبادل الميليشيات ودول التحالف الاتهامات. وتنطلق آلة الميليشيا الإعلامية لتحاول أن تسجل كسباً من صور الضحايا حتى لو كانت هي المتسببة.
قد كان يحدث مثل ذلك في عدن والضالع وكانت الميليشيات تتهم طيران التحالف به. فلماذا توقف القصف على الضالع وعدن بعد طرد ميليشيات صالح والحوثيين. لم يتوقف القصف فقط بل بدأ الخط الإيجابي في إعادة الكهرباء والمصافي وتجهيز المستشفيات والطرق.
قريباً إن شاء الله ستعيش مأرب كلها ما تعيشه عدن ونرجو أن يعم اليمن كله السلم والرخاء.
ولكي يحدث هذا فليس له إلا أحد أمرين:
الأول أن تستمر الحرب وأن يسقط المزيد من الضحايا وأن يتم المزيد من تدمير البنية التحتية التي وعد بها صالح عندما خلعوه وقال سأحرق كل جميل في اليمن.
الثاني أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق.
لكل طرف شروطه التي يصر عليها لوقف الحرب وإن أبدى المتمردون خفضاً للشروط نتيجة خسارتهم على الأرض إلا أن شروطهم لا تزال غير واقعية وغير مقبولة حتى من قبل حكومتهم الشرعية.
وللحكومة اليمنية والتحالف شروطها.
ولكن الحكم في ذلك كله هو الشرعية الدولية المتمثلة في تطبيق القرار 2216.
يبقى لليمنيين أن يتساءلوا من الرابحون ومن الخاسرون من توقف الحرب.
الرابحون: اليمن والمواطنون والشرعية وكل حزب أو جماعة تريد أن تنخرط في اللعبة السياسية.
الخاسرون: صالح وأعوانه وعبدالملك الحوثي وأنصار الله والانفصاليون وأمراء الحرب وداعش والقاعدة.
أفلا يستحق اليمن من كل اليمنيين التضحية من السياسيين والإعلاميين والمثقفين والمقاتلين من دون معرفة معادلة الحرب التي دمرت اليمن.
/نقلا عن الرياض/