رأي الوطن
لم تكد البشائر تأتي من مأرب أول من أمس حول انتصارات المقاومة الشعبية بدعم التحالف العربي حتى كان الرئيس الشرعي اليمني عبدربه منصور هادي يقف أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليلقي كلمة اليمن أمام حشد كبير من قادة العالم، فكانت ضربة مزدوجة أوجعت طهران.. وجعلت الانقلابيين الحوثيين وأعوان المخلوع في أسوأ حال.
لم تستطع إيران وأذنابها الانقلابيون التشويش على اعتراف العالم بشرعية الرئيس هادي، ولم يستطيعوا أيضا الصمود أمام الإرادة العربية التي قررت تحرير اليمن كله من ميليشياتهم العدوانية.. فرفرفت الأعلام العربية إلى جانب علم اليمن في سد مأرب، وارتد كيد الباغين إلى نحورهم، فتفرقوا هاربين يبحثون عن خلاص، ولكن أنى لهم ذلك ما دامت العزيمة في أرقى حالاتها، يعضدها إيمان قوي بقضية عادلة، لذلك لن تفيد محاولات المخلوع بإرسال قوات إلى مأرب لمساندة الانقلابيين فيها، فالنتيجة باتت شبه محسومة، والمسألة مسألة وقت.
وبالمثل.. مهما حاول الانقلابيون تجميع ميليشياتهم في العاصمة صنعاء، فالأكيد أن المرحلة المقبلة سوف تشهد تحولات نوعية في تكتيك الحرب التي تخوضها المقاومة الشعبية والجيش الوطني بدعم التحالف العربي ضد الانقلابيين، وإن تمكنوا من إطالة مدة المعركة فهم لن يتمكنوا من البقاء في صنعاء، لكونهم يخوضون معركة خاسرة.
كل ذلك يحتم على إيران أن تفهم أنها من جهة أولى راهنت على جواد خاسر، وتماديها في العبث بالدول العربية من جهة ثانية لا بد أن يوضع له حد، ولذا فإن تحميل الرئيس هادي في كلمته أمس لها مسؤولية فشل الحوار الوطني بدعمها الميليشيات يفترض أن يعطيها درسا واضحا تتعظ منه مستقبلا، فتوقف تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وتأكيد الرئيس اليمني "أن اليمنيين لن يسمحوا لأحد بفرض التجربة الإيرانية في اليمن" هو رسالة لطهران وللمتآمرين على الشعب اليمني تبيّن لهم أن اللعبة انتهت.
إن ما بيّنه الرئيس هادي من أن دول التحالف العربي بقيادة المملكة أنقذت اليمن من المد الإيراني هو في حد ذاته إشعار لإيران كي تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على خطوة مماثلة في أي مكان، إلا إن كانت تريد أن تتلقى مزيدا من الضربات.