رأي الوطن
جاءت رسالة خادم الحرمين الشريفين أمس، إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لتوضح للانقلابيين من الحوثيين وأعوان المخلوع، أن الشرعية بدأت تعود إلى وضعها الصحيح في اليمن، وأنه لا تراجع عن دعمها مهما كانت الظروف.
فحين يصف الملك سلمان وجود الرئيس اليمني في عدن بقوله: "إن عودتكم المظفرة وتمكنكم من الاستقرار في العاصمة الموقتة لبلادكم تعكس ما تحقق بحمد الله من نصر". فهو يؤكد أن صورة اليمن المحرر على وشك الاكتمال، فالنصر الذي أشار إليه خادم الحرمين تحقق على يد القوات اليمنية الشرعية بمساندة المقاومة الشعبية ودعم التحالف العربي الذي تقوده المملكة، والعمل متواصل من أجل "سرعة تحرير أرجاء اليمن وتطهيرها من براثن الميليشيات الحوثية وأعوانهم، ليعم الأمن والاستقرار ربوع اليمن السعيد، رغم أنف الحاقدين وكيد الكائدين"، ولا مكان في اليمن الجديد إلا للأنقياء ممن يخلصون لوطنهم، وأما الحاقدون والكائدون فأعمالهم سترتد عليهم.
إشادة خادم الحرمين بعودة الرئيس هادي إلى عدن تصاحبت مع دعائه له بالتوفيق وتحقيق الأمن والاستقرار "في كل أرجاء اليمن الشقيق، ليعود كما يأمل أبناؤه ونأمله جميعا معتزا بوطنيته عصيا على قوى الشر التي أرادت أن تسلبه إرادته وعروبته".. ما يعني أن حلم من أرادوا سلب اليمن من عروبته بعيد المنال، فلا طهران ولا أتباعها من المتآمرين على وطنهم يستطيعون قهر إرادة الشعب اليمني المعتز بوطنيته، ولعل ما أنجز من مراحل التحرير خير دليل على صلابة تلك الإرادة.
إن تأكيد خادم الحرمين أن المملكة وقوى التحالف العربي لن تتخلى عن دعم اليمن، هو في الوقت نفسه إعلان منه أن المسألة لا تتعلق بوضع آنيّ، بل واقع أبدي تحكمه الروابط التاريخية، ولذلك أوضح الملك سلمان "نحن في المملكة مع إخواننا وأصدقائنا في دول التحالف نقف بحزم وبكل ما أوتينا من قوة معكم ومع بلادكم وشعبكم الشقيق في سبيل نصرته والذود عن كرامته".
وعليه، ومع استقرار الرئيس الشرعي اليمني في عدن، وتأكيد خادم الحرمين أن المملكة لن تتخلى عن دعم الشرعية، يفترض بالانقلابيين أن يدركوا أن الشرعية وحدها من ستقود اليمن، وإن لم يدركوا اليوم، ففي الغد القريب ستهل البشائر على أبناء اليمن.
