أسماء الحسيني
يعيش الشعب اليمنى محنة إنسانية تمثلت فى انهيار كافة مرافق الدولة ونزوح مئات الآلاف هربا من مناطق الحرب، وقد أعلنت المفوضية الدولية لحقوق الانسان أن الوضع الانسانى فى اليمن يمثل مصدر قلق عالمى شديد، لاسيما بعد مصرع أكثر من ألفى مدنى، وإصابة أكثر من أربعة آلاف آخرين.
ومن ناحية أخري، يشير تقرير صادر من مركز أبعاد للدراسات السياسية اليمنى إلى ثلاث سيناريوهات تحكم انزلاق اليمن من عدمه فى حرب أهلية شبيهة بما حدث فى سوريا والعراق، أولها سيناريو الحل الوطنى من الداخلمن خلال انتخابات رئاسية لترشيح رئيس مقبول من كل الأطراف بما فيهم الحوثيين. أما السيناريو الثانى فإنه يفترض حصول مقاومة شعبية وطنية تعيد للدولة والمؤسسة العسكرية هيبتها. أما السيناريو الثالث فيحذر منالفشل وترك أدوات الصراع تواصل إضعاف الدولة والمجتمع، مما قد يؤدى إلى فراغات تملأها الجماعات الإرهابية فى مقاومة الحوثيين من خلال حروب دينية ومذهبية وطائفية، قد تدفع اليمن لمزيد من الانهيار، وربما السقوط فى مهاوى الحروب الأهلية ومستنقع الفوضى المسلحة. ومن المهم هنا التأكيد على أن أكثر العوامل التى سرعت بسيطرة الميليشيات المسلحة على الدولة فى اليمن هو الفشل الاقتصادى فى تحقيق أدنى متطلبات الحياة للمواطنين، وتراجع خدمات الكهرباء والماء والصحة والتعليم، وضعف المنظومة الأمنية والعسكرية أمام توسع الصراعات وانتشار الفوضى. والآن رغم التقدم العسكرى للحكومة اليمنية مدعومة بالتحالف العربى والمقاومة الشعبية، تحاول إيران من خلال طرق مختلفة أن تفرض حكما انتقاليا، للتمهيد للسيطرة على الجنوب والشمال من خلال قيادات سياسية وقوة عسكرية على الأرض لضمان التحكم الكامل فى مضيق باب المندب، وسط تقاطع مصالح وتدخلات العديد من القوى الإقليمية والدولية، مما يخلق عقبات عديدة تحول دون التوصل إلى اتفاق سياسى، يفرض حلا سلمياً يصون وحدة اليمن ويجنب الملايين من أبناء الشعب اليمنى مصيرا مجهولاً مخيفاً.
نقلا عن الاهرام المصرية