حسين الوادعي
الفرق بين العقيدة والرأي أن العقيدة نهائية غير قابلة للنقاش وأحادية لا تعرف التعدد.
أما الرأي فهو متغير ومبني على نقاشات و أدلة عقلية وهو خاضع للتعدد والاختلاف.
لا زال العربي مأسورا في دائرة العقائد النهائية. ولا اقصد بالعقائد هنا الدينية فقط، فللعربي أيضا عقائده الاجتماعية والسياسية والثقافية.
وفي حين تحولت العقيدة في العالم المتحضر إلى مجرد رأي لا زالت "الآراء " في العقل العربي ترتدي لبوس العقائد!
عندما يسألك العربي عن "رأيك" في موضوع ما فهو لا يبحث عن رأي قابل للنقاش والقبول أو الرفض بل يبحث عن إجابة نهائية قاطعة مانعه وأبدية.
هذا هو السبب في أن التاريخ الفكري العربي احتشد ب"المناظرات" لا ب"المناقشات".
والفرق بين المناظرة والمناقشة أن المناظرة تدور بين جانبين (حق وباطل ) وتنتهي بالضربة القاضية لصالح احد الأطراف. أما النقاش فيدور بين رأيين يحتمل كل منهما الصواب والخطأ وقد لا يصل إلى إجابات نهائية.
لا زالت الثقافة العربية تعتبر تغيير الرأي عيبا.
بل إنها لا تكاد تعترف ب"الرأي" ما دام يظن أن السؤال يوجه مرة واحدة فقط ليجاب عليه إجابة قاطعة مانعه.
عندما تتحول "المناظرة" إلى "نقاش" و "العقيدة" إلى "رأي" سيبدأ العقل العربي في التفكير.