رأي الوطن
حين رفع التحالف العربي بقيادة المملكة أمس وقبله نسبة غاراته التي تستهدف مواقع الميليشيات الانقلابية للحوثيين وأعوان المخلوع صالح في العاصمة اليمنية صنعاء، إضافة إلى المعارك التي شهدتها كل من تعز ومأرب وغيرهما من مواقع تفضي في نهاية المطاف إلى عودة الشرعية وإنقاذ الشعب اليمني.. فالأكيد أن ذلك يأتي ضمن الخطة المرحلية للتحرير.. والواضح أن قيادة التحالف درست الخطوات كلها بدقة كما يتضح مما قاله المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري أول من أمس حول المراحل التي تتم بها العمليات العسكرية.
التصميم العربي في حرب تحرير اليمن يقطع الشك باليقين.. ويبعد كل الاحتمالات عن المشهد، عدا مشهد وحيد اقترب تحقيقه، وهو أن اليمن سوف يتحرر كاملا وحكومته الشرعية ستدير البلاد، ولن يبقى أذناب طهران يعيثون فيه فسادا، ومهما حاول الانقلابيون تأجيل سقوطهم فإنهم سيسقطون أمام الإرادة العربية المدعومة بإيمان أبناء اليمن بقضية وطنهم وتعاضدهم مع أشقائهم في قوات التحالف.
خلال الأيام القليلة المقبلة ربما يعمل الانقلابيون على إعادة الانتشار في الأحياء السكنية في صنعاء والمناطق المجاورة لها، من أجل تخفيف ما يتلقونه من ضربات، غير أن ذلك لن يفيد، فالمقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني باتوا على أتم استعداد للمعركة الفاصلة.. كما مهدت الغارات الجوية لذلك بقصف دقيق لمنازل قادة الميليشيات في كثير من الأحياء مثل حي النهضة والصوفان والمدينة الليبية شمال صنعاء.. وأوقعت خسائر فادحة في معسكرات الانقلابيين ومنصات إطلاق الصواريخ، ما يعني أن قدرات الميليشيات تتحطم تدريجيا، ولن يتمكنوا لاحقا من توظيف الأسلحة التي يظنون -جهلا- أنها ستخدم بقاءهم.
في المقابل، عندما يقصف الحوثيون وأعوان المخلوع الأحياء السكنية عشوائيا فمحاولاتهم اليائسة لن تثمر، ومثل هذا الفعل لا يمكن وصفه إلا بأنه مزيد من التخريب المفروض عليهم بإملاءات خارجية.. والأكيد أن ذلك لن يدوم، فالمواجهات البرية اشتدت في أكثر من موقع، وطائرات الأباتشي دخلت المعركة، وجولة مأرب التي تدور اليوم ليست إلا جولة تحضيرية.. وهناك ما هو أكبر بعدها ما سيمحو كل أثر للميليشيات، لتبدأ خطوات المستقبل.