نجلاء العمري
أصبحت العودة الى الوراء بالنسبة للحوثيين في غاية الصعوبة مع تكون أمراء حرب يستفيدون من الوضع للإثراء السريع..
فبعد نهب مقدرات الدولة.. ينهب أمراء الجماعة التجار من خلال الإتاوات المفروضة عليهم.. ينهبون سفن الإغاثة ويبيعونها في السوق السوداء.. كما يستولون على قاطرات البترول والديزل لبيعها أضعافا مضاعفة.. مسلسلات النهب تستمر ويتم التجديد فيها والبحث عن موارد أخرى لنهبها مما يجعل عملية التوقف ومراجعة ما حدث أمراً في غاية الصعوبة.. إنه يعرقل مصالح الكثير من القيادات الحوثية التي وجدت منفذا للإثراء السريع دون بذل أدنى جهد.
الجماعة التي انطلقت مدعية العفة تتحول اليوم إلى ساقطة بشعة لا تتورع عن ممارسة كل أشكال الرذيلة.. ودراويش الحوثيين أصبحوا اليوم رأسماليين قذرين لا يتورعون عن تمزيق اليمن من أجل مصالحهم الشخصية.
وكما انكشف وجه الجماعة الدينية القبيح كذلك انكشفت وجوه لادينية أكثر قبحا وقفت كالمتفرج لكنها في حقيقة ا?مر كانت تبارك كل ما يحدث من انتهاك وعدوان على الدولة أولا وعلى المدن ثانيا.. لم تستطع تلك القوى التماهي مع مبادئها وقيمها العلمانية العميقة فبدت مسخا أسوأ من تلك الجماعة التي تظن انها تمسك عصا الله وتضرب بها بحر الوطن الهائج فيما هي ومن يواليها غارقة بين أمواجه العاتية.
واليوم تأتي إلينا الجماعة القادمة من ما قبل التاريخ لتصدر قرارا بتعويم المشتقات النفطية! هم لا يعرفون من التعويم سوى مدى ا?موال التي ستدر عليهم جراء رفع الدعم وتحميل المواطن كافة أعبائه وهم لا يعترفون بالعالم الذي سيعتمدون عليه في تحديد ا?سعار الدورية..
لذا يستخدمون المصطلح للمزيد من النهب والتعويم.. ككل القضايا التي عوموها وضيعوا معالمها الحقيقية.. إنها اساليبهم لصنع أوضاع هلامية لا علاقة لها بالعالم والتطور والتكنولوجيا والاقتصاد الجديد وإنقاذ البلاد من الفساد والاحتكار والسوق السوداء.. حيث إنهم هم أئمة الفساد والدمار والرجوع إلى ما قبل الدولة بل ما قبل الحياة بشكل عام..
يسقط الحوثيون كل يوم وينقلبون على انقلابهم.. ويتمرغون في غيهم ونزقهم.. دون أن يعطوا لأنفسهم فرصة للعودة إلى الوراء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. اسقطوا الدولة وفشلوا في إيجاد دولة بديلة ولو شكليا.
اسقطوا المدن وفشلوا في حشد الناس معهم.. لو كانوا صادقين في مزاعمهم بأنهم ثاروا من أجل الناس وضد الجرعة.
جعلوا كل العالم عدوا لهم وقطعوا كل أدوات التواصل باليمن وخسروا الجميع من أجل لا شيء.. أو الأحرى بنا أن نقول من أجل مكاسب شخصيه ضيقه وحقيرة.. لقد سقطوا ويسقطون كل يوم لأنهم في حقيقة الأمر مجرد عصابة لا يعرفون معنى القيم والأخلاق والوطنية والإنسانية، لذا كانوا أبشع ما مر على هذه الأرض الطيبة وعلى هذا الشعب المنهك.. واقبح ما ستختزنه ذاكرة اليمنيين.. قتلة مروا من هنا.. وانتهوا هنا.