خالد أبو الخير
ثمة ما هو غير مريح في الحرب الدائرة في اليمن، ومن السهل أن تشعر ان بوناً شاسعاً يفصل بين التصريحات و"الفبركات" التلفزيونية ومجريات المعارك الجارية على الارض، فلا نصر سريع وحاسم يلوح في الافق، ولا أحد يعرف بالضبط متى ستضع هذه الحرب أوزارها.. هذا اذا وضعتها.
كنت تحدثت في مقالة سابقة لي أن الحوثيين لم يحصلوا من ايران سوى على الدعم الكلامي، وهم بالتالي واقعون تحت ضغط استنزاف امكانياتهم وقدراتهم منذ بداية عملية عاصفة الحزم في شهر اذار الماضي، وكذا الحال بالنسبة لقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ولكن ما بال الحرب تطول مع العاصفة التي صار اسمها منذ شهور خلت عملية " إعادة الأمل".
أمس طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من السعودية تكثيف الغارات على الحوثيين كما طلب مزيدا من السلاح النوعي لقوات الجيش والمقاومة الشعبية. أما رئيس وزرائه خالد بحاح فقال أن "حسم المعركة في تعز مسألة وقت وأن الأيام القليلة القادمة ستحمل الجديد والبشائر"..
أظن أن البشائر التي تحدث عنها بحاح تأخرت كثيراً، فإذا كان حسم المعركة في تعز ما زال صعب المنال، فما بالك بحسم المعركة في اليمن؟ فضلا عن ان قائمة طلبات هادي تعكس الواقع بأن ثمة قصوراً وريبة ولا حسم قريب.
ولعل التساؤل الممض كما يلي: أين هي الارضية التي يستند اليها كل طرف، ولماذا لم يتم حسم المعركة إذا كان الحوثيون مجرد نبت شيطاني جذوره في الهواء؟.
الحرب اليمنية ستكمل عامها في اذار المقبل، وربما تمتد أكثر، وليست نزهة.. كما كان يظن، ولا نزه في الحرب التي تترك خسائر وضحايا وتستنزف الموارد ، ومع طول فترة الحرب قد تطرأ عوامل جديدة، لم تكن في حسبان أحد.