عبدالله الغضوي
لم يُكتب في التاريخ أن رجلا يختبئ في الأوكار يخرج منتصرا وآمنا، ولم يكتب في التاريخ أن مخلوعا من الحكم يفرض نفسه على الجماهير، ولم يكتب أيضا أن جيوش الولاء تنتصر على إرادة الوطن، ذلك المسار يخالف تماما حركة التاريخ، ومن يناطح حركة التاريخ يطوى «غير مأسوف عليه» في صفحات الماضي.
انتهى علي عبدالله صالح نهاية أشبه بنهايات الخونة للأوطان، انتهى من الحاضر والماضي وكذلك المستقبل، وارتبط عضويا بالتآمر والتدمير والبيع الرخيص للوطن.. كتب نهايته بالتذاكي المكشوف وفصول الدمار، خسر كل شيء، حتى ميليشياته المتواطئة خسرت عقيدة العسكر وتحول ذلك الجيش من درع الوطن إلى ميليشيا القتل والسلب لأبناء الوطن، تؤمن بالولاء وكل من يؤمن بولاء الأشخاص على حساب الوطن ينضم إلى قائمة المرتزقة. ذلك أن الجيوش من الشعب ومن أجل الشعب.. لم يتعلم المخلوع من كرسي الحكم من الدرس الأول حين واجه الربيع اليمني بالتشبث بالحكم، لينتهي بصاروخين غيرا معالم وجهه، ليخوض المغامرة «المستحيلة» ضد إرادة الشعب مرة أخرى لكن بقواعد لعبة جديدة كانت أكبر منه.. قادته إلى الكهوف والأوكار.. إن أصعب الهزائم تلك التي تكون على يد الشعب.. التي نخسر حينها الوطن.. لقد فات القطار واللعبة انتهت.. المخلوع صالح مات وإن لم يمت، وانتهى حتما بعد أن أثخنت الضربات قواته.
/عكاظ/