هاشم عبده هاشم
عندما يجتمع وزراء الخارجية والدفاع العرب بعد غدٍ الخميس في القاهرة للتوقيع على برتوكول تشكيل قوة عربية مشتركة جرى الاتفاق عليها من حيث المبدأ في قمة شرم الشيخ المنعقدة في شهر مارس الماضي.. وتبعها اجتماعان لرؤساء الأركان بعد ذلك لبلورة الفكرة ووضع الإجراءات والآليات المؤدية إلى إخراجها إلى حيز الوجود..
•• عندما يجتمع الوزراء لهذا الغرض وفي هذا الوقت الصعب بالذات للإعلان عن ولادة هذه القوة.. فإنهم يؤكدون تصميم هذه الأمة على امتلاك زمام المبادرة وعلى الاعتماد على النفس بدرجة أساسية في الدفاع عن دولهم وشعوبهم وممارسة حقوقهم القانونية والطبيعية في إطار السيادة الكاملة للتصدي للأخطار المحدقة بنا من كل جانب..
•• صحيح أن الوضع حساس.. وأن تعدد بؤر التوتر في المنطقة قد شغلنا بالمواجهة على أكثر من جبهة.. في سورية.. والعراق.. واليمن وليبيا.. سواء بصورة فردية أو جماعية.. إلا أن الأكثر صحة هو أن أي مستوى من التنسيق العسكري وفي إطار العمل الجماعي يظل احتياجاً ملحاً.. لأن الأخطار الراهنة أو المحتملة لم ولن تستثني أحداً وإن كانت هناك أولويات تفرضها حسابات دقيقة لكل دولة.
•• وكعربي.. فإنني لست متضايقاً من أن المشاركة في هذه القوة ستقتصر على عدد من الدول بل على العكس من ذلك.. لأن أي تعاون فعال يهدف إلى تحقيق التكامل يعتمد – إلى حد كبير – على درجة التجانس.. والتفاهم.. والتطابق في الرؤى والأهداف والمصالح وهذا يتحقق في نطاق المجموعات الصغيرة بصورة أفضل وأكبر وبالذات في ظل توجه الدول التي ستوقع على هذا البرتوكول إلى أن تعمل القوة المشاركة في هذا التحالف من داخل كل دولة وأن تخضع لخطط وبرامج وتدريبات القوة المشتركة.. وفي نفس الوقت تتحمل كل دولة تكلفة قوتها المشاركة في القوة العربية المشتركة.. بحيث تكون على صلة بالبنية العسكرية الوطنية من جهة وبالقوة المشتركة من جهة ثانية.. وتخضع – بين وقت وآخر – لتمارين مشتركة أيضاً..
•• وإذا كان هناك ما يُفرح أكثر من غيره.. فإن الدول العربية قد أدركت أخيراً أهمية هذه الحاجة وأنها لم تحتج إلى فترة طويلة لإخراج الفكرة إلى حيز التنفيذ نظراً لأهمية الوقت وضرورة العمل بسرعة على دمج القوة العسكرية العربية لمواجهة تلك التحديات لا سيما بعد أن أثبتت المملكة العربية السعودية أن التحالف الذي تشكل برئاستها ومشاركة الدول التي ساهمت فيه للتعامل مع الوضع الخطير في اليمن قد حقق نتائج قياسية في مدى زمني قصير ومنع تمدد الخطر إلى المنطقة بأسرها.
***
• ضمير مستتر:
•• ما اجتمعت القلوب المعززة بالإرادة على شيء إلا ونجحت فيه وباركه الجميع..