سبوتينك
وصل مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد، السبت الماضي، إلى العاصمة العمانية مسقط مجدداً، قادماً من العاصمة السعودية الرياض، حيث التقي بالرئيس عبد به منصور هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد بحاح.
و كان محور لقاء ولد الشيخ بهادي ونائبه، كما أفادت وسائل الإعلام التابعة للحكومة اليمنية التي تمارس مهامها من الرياض، البحث عن آلية تنفيذية لقرار الأمم المتحدة 2216 الذي يطالب "الحوثيين" وحلفائهم بالانسحاب من المحافظات اليمنية وتسليم أسلحتهم، وها ما يرفضه "الحوثيون" حتى الآن.
لكن، الهدف الرئيس من اللقاء هو الرسالة التي يحملها ولد الشيخ للرئيس هادي، والمُتمَثلة في وثيقة الـ 10 نقاط التي تعكس رؤية "الحوثيين" وحلفائهم، وتم طرحها عبر ممثليهم في العاصمة العمانية مسقط، لبلورة حل سياسي ينهي الصراع في اليمن.
وثيقة النقاط العشر التي عرضها "الحوثيون" وحلفائهم لم يعلن عنها بشكل رسمي، ولم يتسرب أي جديد من مضمونها حتى الآن لوسائل الإعلام، لكن الثابت والمعلن من مواقف "الحوثيين" هو أنهم يرفضون الشروط المسبقة لحل الصراع سلمياص، وخصوصاً تنفيذ القرار الأممي رقم 2216، لأنه يفرض عليهم الاستسلام من موقع قوة، وإن كانوا لا يمانعون تنفيذه وفق شروط معينة.
وفي هذا السياق جاء لقاء ولد الشيخ بالقيادة اليمنية في الرياض، حيث سلم هادي ولد الشيخ رؤية الحكومة اليمنية لإنهاء الصراع على أرضية تنفيذ القرار 2216، أولا وقبل كل شيء.
المبعوث الأممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ، أعلن قبيل وصوله مسقط قادما من الرياض، حيث من المنتظر أن يجتمع بممثلي الحوثيين وحلفائهم، بأنه "يحمل مقترحات الحل السياسي للأزمة".
مما لا شك فيه أن تصريحات ولد الشيخ، تحمل الكثير من علامات الاستفهام، فما الذي تغير في موقف طرفي الصراع أو موقف الحكومة اليمنية على الأقل، ما دفع ولد الشيخ للتفاؤل بأنه على وشك فك طلاسم الأزمة اليمنية المعقدة، على الرغم من فشل سلفه بن عمر في فك شفرتها، بسبب تدخلات قوى إقليمية في المشهد سياسياً وعسكرياً.
هل قررت الحكومة اليمنية أخيراً حفظ ماء وجهها والتقدم بطلب لراعيها السعودي من أجل وقف حربه الشرسة على اليمن وشعبه بعد مقتل الآلاف وتدميراليمن بالكامل، والاحتكام إلى الحوار اليمني اليمني لإنهاء الصراع سلميا؟.
أم هل أثبت "الحوثيون" فعلاً على أرض الواقع أنهم شريك سياسي حقيقي لكل المكونات اليمنية وبددوا قلق ومخاوف الجميع من رغبتهم المحمومة في السيطرة على اليمن والإنفراد بحكمه، وأنهم حقا جادين في العودة لحوار يمني يمني، بعيداً عن تدخل أي قوى إقليمية سواء إيران أو السعودية؟.
المشهد السياسي اليمني لا يزال يرواح مكانه ولا يبدو في الأفق أي بادرة لحل الأزمة سياسياً، بسبب تعنت طرفي الصراع وإصرارهم على مواقفهم.
ليس هذا فقط، فإن المشهد العسكري على الأرض فرض نفسه بقوة، فعلى الرغم من سيطرة قوات هادي على معظم جنوب اليمن الآن، إلا أن "الحوثيين" وحلفائهم متواجدين بقوة في بعض الأماكن المهمة في الجنوب، خصوصاً في لحج وأبين، إضافة إلى سيطرتهم على شمال اليمن وتصعيد معاركهم على الحدود السعودية.
الحوثيون وحلفائهم لا يزالون في موقع قوة ويمتلكون أوراقا عديدة وعلى الأرجح لن يستسلموا بسهولة على الرغم من التقدم السريع لقوات هادي، فالأوضاع العسكرية تتغير بين لحظة وأخرى.
على الجانب الآخر، التحالف الذي تقوده السعودية — لا نقول حكومة هادي- ماض في حملته العسكرية على اليمن ويدعم بقوة قوات هادي جوياً وبرياً وبحرياً، ولن يقبل قطعاً بالهزيمة العسكرية.. لا شك أن اليمن مقبل على أيام أصعب.. مما لا شك فيه أيضاً أن تفاؤل ولد الشيخ ليس تعبيراً إلا عن صعوبة مهمته.