سليمان عبدالله الناصر
تحتاج مدينتا تعز وعدن هذه الأيام إلى مشروع إنساني جدي وحقيقي .تعز هي من أكثر المدن التي عانى أهلها من سوء الخدمات والنزوح لكثير من الأسر جراء كارثة الانقلاب في اليمن.
تأثرت كثير من المشاريع التجارية , فقد العديد من المهنين وظائفهم وخاصة في القطاع الخاص. لم نتعرف إلى الان عن ماهية الدعم الذي يمكن تقديمه لمدينة تعز في مجال إعادة الإعمار؟
ورغم الحديث المتكرر الذي نسمعه عن مرحلة خاصة تتعلق بإعمار اليمن ولكن السؤال الملح اقتصاديا هل يوجد خطة وأرقام لإعادة الإعمار في اليمن؟ وهل هناك تعاون ومجهودات سريعة سواء من أهل المدينة أو من قوات التحالف الدولية للإسراع في عملية الحصر ووضع خطة شاملة دقيقة وأرقام مفصلة عن كمية الخسائر الانسانية.
في مقال في موقع الستار تريبون بتاريخ 28 جولاي من هذا العام ذكرت الصحيفة أن الامم المتحدة تستطيع مساعدة 3 مليون مستحق في حالة تمكنها من الوصول وفق هدنه أو جو آمن؟ ولكن يبدوا أن الاستجابة كانت في غاية الصعوبة. ولم نعرف ماذا كان مصير ذلك العرض وكيف تم صرفه إلى الان؟ كما أن هناك أحاديث متداولة وكثيره عن وجود كثير من التجاوزات في توزيع هذه المساعدات خصوصا المتعلقة بعدن ؟
دائما ما تكون مرحلة العودة للهدوء والتي تنتج غالبا إما عن توافق سياسي تفاهمي ،، على أساس توافق إقليمي ودولي؟! أو انتصار مكتمل وبتوافق دولي كما حصل في اتفاق السلم والشراكة الذي أملى فيها المنتصر شروطه على المهزوم بلغة مختلفة!!! هي المرحلة الهامة والمحددة لمستقبل أي بلد لعقود !!'
و التحدي الأكبر أمام الدول الراعية للشرعية هو كيفية إعادة الثقة؟ لدى الشعب اليمني واستعادة نسق وعجلة دوران الحياة في اليمن ؛ وهل ؟ لدى هذه الدول خطة حقيقية لإنعاش الأمة اليمنية ... هذا الإنعاش بدأنا نسمع عن بوادره وأسس للقاءات بين القيادة الشرعية وممثلين عن دول مانحة ؟.. ولكننا لم نسمع عن كيفية حساب أرقام إعادة الأعمار وهل؟ هناك تفاصيل دقيقة عن الاحتياجات الحقيقة ... كما لا تزال الآلية التي ستنفذ بها هذه المشروعات مجهولة وماهوا نطاقها الحقيقي؟!
بعض التقارير الغير واضحة تتحدث عن وجود حاجة لمبلغ 30 إلى 50 مليار دولار على مدى خمس سنوات فقط لتعويض ما تم خسارته خلال الأحداث الحالية في اليمن ؛ حيث أن المبلغ الذي كان مطلوب سابقا هو 10 مليار دولار هذا قبل العام 2011 ؛!
المشكلة المهمة؟! هي عودة النازحين وكذلك مساندة الجرحى وأسر المقتولين والذي تقدرهم بعض التقارير بقرابة 5000 فقيد... وليس هناك أيضا رقم واضح لذلك ولا مجهودات تتعلق بخطة حقيقية لذلك!!!
وحسب تقارير مرصودة أن مدينة عدن لوحدها تحتاج مليار دولار تقريبا لإعادة الإعمار وهناك نزوح لقرابة 800 ألف نصفهم نزحوا داخليا ... كما أن نسبة البطالة بين الشباب تقارب ال60% في مجمل اليمن ومع ازدياد نسبة الفقر إلى 54.5% من مجموع السكان البالغ 25 مليون حسب موقع البنك الدولي سيحتاج اليمنيون لوقت أكبر لمعالجة جراحهم ؛
إن التحدي الحقيقي الذي واجهته وتواجهه اليمن هو دخولها في نسق التنمية المعتاد لأي دولة أي جعلها تقوم بالتنمية من تلقاء نفسها ... وذلك يتم بتحسين الكهرباء والمياه والمطارات والمتنزهات الطبيعية والتاريخية بحيث يكون لها مردود سنوي ...
دول الخليج هي المعني الأكبر باليمن وهذه مسؤولية على عاتقها.؛ لقد ساعدت دول الخليج مصر ولبنان على المستوى الاقتصادي ولو استثمرت تركيزها في اليمن لاستفادت كثيرا ..
اليمنيون على ثقة بأن الخليجين يمتلكون اختصارات كثيرة كمفاتيح للتنمية يمكن من خلالها التعامل مع اليمن كجزء من المنظومة الخليجية تكامليا والتي ستكون ذات مردود اقتصادي على دول الخليج أكبر مما قد يتخيلوه.