محمد مقبل الحميري
البعض من شدة الالم وانفكاد قلوبهم بسبب النصر الذي حققه رجال تعز الابطال ، هؤلاء الحوافيش الذين لم نسمع لهم حسا عندما كانت تعز تحرق ومساجدها تقصف ومنزل ابنائها تهدم ونسائها وأطفالها يقنصون ومدينة بكاملها تحاصر وتجوع ويمنع عنها الدواء والغذاء والوقود ، لم نسمع لهؤلاء الحوافيش كلمة واحدة يقولون فيها ان ما يمارس على تعز ليس من القيم ولا من الأخلاق وانه يتنافى مع ابسط قيمنا الاسلامية ، واليوم يسلطون ألسنتهم على تعز البطولة والإباء مستنكربن على ابنائها هذا النصر بمبررات واهية بأن فلان من الناس الذي قتل تسعة وتسعون نفسا ظلما وعدوانا ، لماذا يقتل ، فليس من الأخلاق ان يقتل هذا المجرم الذي له رصيد نظالي بقتل أطفال تعز ونسائها قنصا ، معرضين صورة جثة مجهولة علقت ، رغم ان قيادة المقاومة استنكرت ذلك وشكلت لجنة لتتبع من فعلوا ذلك وأصابع الاتهام تشير لمدسوسين محسوبين على هؤلاء المتباكين ، وكأن ابناء تعز المعتدى عليهم قد أجرموا عندما هزموا هؤلاء المعتدين وكان الواجب عليهم الانحناء والخصوع كما خضع هؤلاء الذين ينتقدون تعز وابنائها ، وللاسف بعض هؤلاء المستنكرين على تعز اعضاء لجنة عامة في المؤتمر وبعضهم اعضاء مجلس النواب ، وكما أسلفت كنا نتمنى ان نسمع استنكارتهم عندما تصور العفافيش في غرف النوم للخصوم وخاصة خصومهم من تعز ، وعندما اسر الابرياء والسياسيين ولا زالو بالأسر أمثال الدكتور عبدالحليل سعيد الحميري والأستاذ محمد قحطان والدكتور عبدالمجيد المخلافي ، ومئات الابرياء ، وفي الجرائم التي أسلفت بالحديث عنها ..
بينما ابناء تعز عندما حققوا النصر كان بمقدورهم ان يتصوروا بغرفة نوم عفاش الذي هو اساس كل هذه الجرائم ولكن قيمهم وأخلاقهم أبت ذلك ! كان باستطاعتهم ان يتهجموا على منازل من أجرموا بحق محافظة ووطن كامل ولكنهم ترفعوا ، كان باستطاعتهم ان يطلقوا العنان لشبابهم للانتقام من الخصوم ولكنهم ارشدوهم للترفع فوق الجراح والتحلي بأخلاق الاسلام وقد التزم هؤلاء الشباب الابطال بمكارم الأخلاق وأرقى درجات النبل ، ونكرر توجيهات قيادات المقاومة لكل ابناء تعز الاحرار للترفع والتحلي بالأخلاق الفاضلة التي هي سلوك أصيل لدى ابناء تعز الشرفاء ، فلا تزايدوا على تعز وابنائها ايها المفلسون ، فقد رسبت اخلاقهم وقيمكم في الاختبار ، وأفضل لكم ان تتواروا عن المسامع والانظار ! لانكم لم تقدموا في سالف الايام ما يجعلكم محل فخر لتنقد ًا اصحاب القيم الرفيعة .
عاشت تعز حزة ابية بإبائها وشموخها على المعتدين وبقيمها وأخلاقها النبيلة ، ولا نامت أعين الحبناء.