محمد القيري
في كل ملحمة وطنية تجد الربادي حاضرة إبية أبية.
عزلة شامخة في سفوح المجد تنافس موقعها العالي علوا وشموخا يطاول قمة التعكر الذي اختارته مترسا وحصنا واختارها حارسا وصونا.
هي الربادي لا تذكر إلا ويذكر بها ومعها المجد والقوة والصمود.
كعادتها تلبي النداء قبل صداه وتفتك بالغزاة العتاه وتدحر الباغي ومن والاه.
صخورها الاباة هم رجالها حمر الجباه.
يتواجدون في كل ميادين العزة والشرف وكل منصف فيهم بافعالهم اعترف فهم خير سلف لخير خلف ، مناظلون في كل منعطف قل ان تجد فيهم من عن الحق انحرف أو في الباطل أسرف وانجرف.
ها هي الربادي اليوم تسطر ملاحمها المتجددة في سفر التأريخ الوطني وها هم ابنائها يتسابقون إلى الشهادة فيسبقون كل مناطق محافظة إب، ليرتقي خيرة أبنائها إلى العلياء أوليسوا من علياء جبال الربادي الشامخة ولن يرضوا بغير العلا الذي اعتادوه حياة أو مماة.
تواجه اليوم عزلة الربادي أبشع ألة عنف وأقبح عصابة إجرام عرفها تأريخ اليمن ببسالة نادرة الوجود في زمن الذل والخوار.
هرعت الربادي كعادتها المعهودة لنجدة من رأته يصارع الظلم والطغيان وتحرك أبنائها ذاتيا للدفاع عن محافظتهم، فهبوا ولنداء الواجب لبوا وصدوا الباغي وقدموا قناديلا للفجر الجديد وما زالوا يقارعون الباغي ويصارعون الطاغي ويقبلون على الشهادة أكثر من إقبال دونهم على الحياة.
أبناءها يقدمون التضحيات في مختلف الجبهات من الجوف ومأرب وحتى حضرموت والمهرة وما تضحياتهم في تعز ببعيد.
فهنئيا لك إب ما حباك الله به من قوم في الربادي هم أولو قوة وبأس شديد.
