فيصل علي 

مع بدء سطوع فجر يومنا هذا كنت قد قررت ان امنح نفسي اجازة قسرية عن متابعة الشأن اليمني، لأن ما جرى أمس من متابعات افقدتتي الشهية للأكل لعدة ساعات وانتهى الأمر بكأس من مخفوق القمح والحنطة مع حليب كامل الدسم.. وقررت ان يكون هذا اليوم خالصا للشعر والغزل، لغسل الروح من روائح البارود المنبعثة من "حراثة"..

لكن الصدف وحدها هي من مرت بي على خبر، لا مش خبر واحد بل خبرين: الأول عن تجميد الحزب الاشتراكي عضوية محمد المقالح المحارب العنيد في صفوف انصار الرب في جبهة "نجران عسير جيزان" لدرجة انه تبرع بوقته خارج اللجنة البلاستيكية العليا لانصار الرب، وذلك للعمل في توزيع لوحات السيارات على المواطنين السعوديين المارين من شوارع "بلجرشي" القادمين من "أبها"، وهذا خدمة للرب وانصاره الطيبين بلا مقابل، فالمقالح ليس بغلا للايجار كما هو معروف، بل هو خادم للرب مثل "الراهبة ريتا" في دير القديس يوحنا، والتي ضاجعت على مدى عشرين سنة ما يقرب من ألف رجل، نكاية بالرب الذي وهبت نفسها لخدمته، ولم يحقق لها امنيتها في ان يكون شعرها سلسا كستنائي اللون بل احمر قصير يشبه قعشة المجذوب ، لكنها بصراحة لم تخلع صليبها الفضي ولا مرة واحدة أثناء ما كنت تعتلي الرجال ذوي الشعر الأشقر، خوفا من ان يمسها الشيطان او الأرواح الشريرة بسوء.
سيكتب الرب اجرك يا مقالح كما كتب من قبل أجر الراهبة"ريتا" أثناء ارتعاشاتها وهي تساعد أولئك الحمقى في قضاء اوطارهم .
المهم ان الحزب جمد عضوية هذا العضو الشقي، والذي كان يعمل بنظام الإعارة عند أنصار الرب، وهذا نظام معمول به من زمان لا تستغربوا فقد كانت مصر والسودان ترسلان لليمن مدرسين يعملون بنظام "الإعارة" بمقابل أجر معلوم، وليس الحزب الإشتراكي وحده من أجر أعضاء من مؤخرته كالبخيتي او من صدره كالمقالح، بنظام الاعارة.. ولكي لا يكون القرار مجحفا بحق ريتا وحدها فقد تم تجميد عضوية بيدر وعقلان حتى لا يكون القرار.
اذا كنتم تظنون انكم قرأتم شيئاً مهما في الأعلى فأنتم مخطئون جدا، ولم تتعلموا قراءة الشعر الإغريقي بعد ، أعرف انكم مازلتم مستغربين من ريتا ونظام الإعارة عند الحزب ،لأن الطيبة مازالت تملأ قلوبكم والشفقة تملأ اذهانكم لارتعاشات ريتا المازوخية، مع ان كل ماسبق ليس سوى تطبيقا للمثل اليمني القائل : " حك لي شاحك لك" لا غير..
الأهم من كل ما سبق ان نفس الحزب المذكور أعلاه أعلن تأييده للمقاومة ،((واخير يا حزب الغلابى والمسحوقين تذكرت ان هناك مقاومة))، لكن الحزب للامانة فرق بين نوعين من المقاومة ، الأولى المقاومة الوطنية ، والثانية مقاومة الميلشيات، اياكم ان ترفعوا اصابعكم الوسطى تحية للحزب او حتى تضعوا تحته خيارات واقفة من الخيارات الإستراتيجية بتوع السيد ماوكلي، فالحزب لا يريد لكم يا شعب الا كل الخير ، حتى لو تحبوا تتاكدوا من مدى مقاومتكم ما عليكم إلا إجراء بعض الفحوصات السريعة لدمائكم، وذلك لمعرفة ما اذا كنتم مقاومة وطنية والا ميلشاوية ، الحزب أيضاً سيوفر لكم تلك المختبرات ،ولو مش مصدقين اتصلوا بامين عام الحزب السيد السقاف ابن عم السيد ماوكلي ليؤكد لكم ذلك.
مش كذه وبس الحزب في بيانه أمس الثلاثاء حيا ارواح أعضائه الذين انخرطوا في صفوف المقاومة واستشهدوا.. يا أرواح شهداء الحزب الإشتراكي من بيت الماخذي ومن اليهم في عمران لم ينساكم حزبكم حين حاربتم مليشات القشيبي وساعدتم الحزب لاعادة عمران الى حضن الدولة، فهاهو يحييكم فردوا عليه التحية..
الله محيي اصلك يا حزب المسحوقين والعمال ،هكذا رد عليه شهداء عمران من "جنة مران" تحت قبة ماوكلي بالضبط ،"لمن لا يعرف اين تقع الجنة".
ورأى اجتماع الامانة العامة للحزب امس : "أن المعارك الحربية لن تتوقف ما لم يتم الوصول الى تسوية سياسية شاملة"
هيا كما بتحسبوا ان الاشتراكي وقع زمان على المبادرة الخليجة الي وقع عليها الإصلاح، بس أحرج صاحبكم القديم فقط إحراج، وهذه التسوية التي يحلم بها الاشتراكي هي كتلك التي وصلتكم عن طريق رسائل الواتس والتي تقول ان اتفاقا وشيكا سيقع برعاية "اليساري" وزير خارجية عمان الشيقيقة يوسف بن علوي.
الحزب يعمل لاجلك أيتها الجماهير العريضة، فهو لن يأخذ سوى نصيبه من التسوية السياسية 11 وزارة وربما اكثر او اقل ، كما فعل حين تم التوقيع على مذكرة الإنقلاب- كان الحزب جزء لا يتجرأ منه - والتي سميت باتفاق السلم والشراكة.
اعلم حنقكم مني أصدقائي الشباب في الحزب الإشتراكي، وأعلم حنقكم من حزبكم الذي خذلكم من الثورة الى المقاومة، لم يكن له رأي واضح فهو رجل في يريم ورجل في صنعاء والفائدة مع أصحاب ذمار، وأعرف انكم شرفاء وثوار ومقاومة ومنكم شهداء وجرحى، لكن حزبكم المتذاكي للأسف باعكم في كل مرحلة ، وفيكم من يبرر له ويبرر لابقاره المقدسة التي لا تخطئ ابدا.
انا معكم ومثلكم لم اعد اثق في حزبي ولا في اية أحزاب سياسية، فبعد سقوط الدولة سقطت الأحزاب، وهي بحاجة الى " من يعجنها من جديد".
حزبي يميني، وحزبكم يساري، انا اعلم وانتم تعلمون ان المحفظة توضع في الجيب جهة اليمين ، والقلب في جهة اليسار، الفارق فقط انكم لا تدركون ان قيادتكم قد انتقلت الى اليمين، و تقع الان بالضبط داخل المحفظة، والمحفظة داخل جيب السيد في جهة اليمين أيضاً..
لقد تحولوا الى اقطاعيين امبرياليين رجعيين ، وانتم لكم شعارات اليسار، ومكنسة العامل وشريم الفلاح، وقذائف السيد ماوكلي تطاردكم من تعز الى عدن ، فحيوا الحزب كما تريدون، اثق فيكم وانساق وراء مقولة ان حزبكم لم يعد يمثل لكم سوى مكتبة مهملة.
هذه ليست مشكلة حزبكم في اليمن فقط ، فتكتلات الإشتراكية والشيوعية تقاربت مع تكتلات الشيعة على مستوى دولي ، ولا يجمع بينهما سوى "الأبنة".. ومع ذلك برافو للاشتراكي الذي نجح مؤخرا في "تجميد ريتا"