الأرشيف

ما يحدث في عدن

الأرشيف
الخميس ، ٠٦ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٥٦ مساءً

جمال حسن


ما يحدث في عدن، في جانب منه طبيعي. لكن ينذر بفوضى وجماعات مقاتلة يصعب السيطرة عليها. فما يحدث من نهب منازل تحت ذريعة أنها تخص شماليين، لن تتوقف عند ذلك.

 

فما يقوم على فوضى ينتج اسباب تآكله. وإذا كان لدى البعض عزم تحقيق الانفصال، فعليهم ان يخوضوا طرق قانونية. غير ان الوقائع تعكس صورة انتهازية لدى البعض يطمح ان يحوز من الانفصال مزايا ستجعل منهم امراء في مستوى النهب الذي انتجته دولة الوحدة، وربما بصورة أكثر فوضوية.

 

الكارثة ان اصوات تحاول التغطية على الانتهاكات، تحت مبرر انه ليس هذا وقت الحديث عن ذلك. لكن القبول بمبدأ يقوم على النهب والمصادرة خارج وسائل القانون، والنظم، سيعني القبول بوضع مختل لا يتأسس على دولة القانون.

 

اليمني يفكر بنفس الطريقة، سواء في الشمال او الجنوب. وهذا مقرر حدوثه في مناطق أخرى مثل تعز، ومارب وصنعاء، تحت اشكال ومسميات أخرى. فتح اللجام على الضغينة لتنهش دون تروي.

 

اليمني ينبذ النظام. وهو ما سيجعله شكل مستمر من العبث، دون العثور على حلول. سواء كبلد واحد، فيدرالي، او حتى اشطار متعددة. لأنها نفس العقلية التي كانت تبرر للحوثي. بل دفعتها في مخاوف الناس من ارتفاع الأسعار، بسبب الجرعة. وكأن الأمر مجرد تصفية حسابات لحظية.

 

بينما مبدأ الدولة القائمة على النظام والقانون ليست حسابات لحظة. كان كثيرون يتحدثون عن كارثة الحوثي كإشكالية مؤجلة، بما اننا نواجه كارثة الإصلاح. واليوم يثير البعض نفس منهج التفكير

 

في الواقع، سيستمر هذا التبرير لقوى الحرب الصاعدة اليوم. وسيتم فرش التزليفات بحجة انه لولاهم ما كان هنا وهناك. هل تعرفون لماذا، لأننا نفكر بطريقة متعثرة. لا نتفهم مصالحنا الحقيقية، ننضوي وراء أوهام العصبويات والضغائن. هذا العقل بذاته لا ينتج قيادات، لأنه وعي ينتج مغالطات ويسهل صعود ذوات تتمتع بمزايا فوق وطنية، ومن ذلك القبيل. هذا اليمني المحكوم بالضغائن والكراهية، سيستآكل بصورة تلقائية.

 

وسيكون ألعوبة بيد أمراء متنمرون، تحت مسميات كثيرة. لأنه يجد دائماً التبرير. لإن ثقافته تتشكل في إبهام مقدسات. يصنعه من موروثه أو من حاجاته، إذ ينساق إليها كالمدمن.

 

وبالنسبة لي، أراه منعدم لثقافة جمالية. أزمة اليمني على كل المستويات، أنه بلا ذائقة. إنظروا للقيادات التي صنعها عبر تاريخه، إنظروا حتى لموروثه الروحاني، يفتقد للجمال. يفتقد لذائقة كل الحواس. يروقه الصراخ، والفجاجة. إنه قابل للتطور، انا متأكد من ذلك، لكنه مازال في مرحلة الابتذال، الضحالة.

 

*نقلا عن صفحة الكاتب في الفيسبوك

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)