خالد بن حمد المالك
لكي لا تخف وتيرة التعاطي إعلامياً مع الحالة اليمنية، أو تأخذ طابعاً روتينياً هادئاً، أو يتم التعامل معها بالتحليل والخبر دون المستوى المطلوب، وبالنظر إلى نسبة وحجم الجرائم التي يرتكبها الحوثيون وأتباع صالح من جهة، والصمود الذي يبديه المواطنون الشرفاء من جهة أخرى، ومن نتائجه طرد الحوثيين وأتباع صالح من عدن بما في ذلك المطار والميناء، وانكفاء الانقلابيين عن عدن، وعودتهم إلى المواقع التي كانوا فيها قبل انقلابهم خارج عدن، فإن على وسائل الإعلام أن تستمر في نقل الحقائق إلى العالم بكل التفاصيل، وعن كل التطورات وبالكثافة التي يستحقها، خبراً وتحليلاً وقراءةً لكل ما يستجد من أحداث، وخصوصاً أن طرد الحوثيين وأتباع صالح من عدن، واستعادة المطار والميناء فيها، أظهر للعالم أن الانتصار الكامل لتراب اليمن مسألة وقت وأنه آت وقادم.
إن جزءاً غير قليل مما تنقله وسائل الإعلام عن التطورات في اليمن يعتمد على الإعلام المشبوه، وهو الإعلام الذي يفتقد إلى المصداقية والأمانة، ويعتمد على الأكاذيب، ومحاولة استرضاء إيران وعملائها في اليمن، بتبني معلومات لا أساس لها من الواقع، وذلك لرفع معنويات مليشيات الحوثي وصالح المنهارة، والوقوف إلى جانب قوى محلية مهزومة أو أنها في طريقها إلى ذلك، وكل هذا بثمنه الذي تقبضه الأيدي الملوثة، فتستميت هذه في محاولاتها لأن تخفي من الواجهة الحقائق والوقائع الصحيحة، وتلك المعلومات التي لا تخدم إيران وعملاءها الانقلابيين في اليمن، بدليل تعاطيها دون مصداقية مع الانتصارات في عدن، وتجاهلها أو تشويهها استعادة القوى الشعبية للمطار والميناء هناك، والاكتفاء بنشر ما يتفق وأهدافها المشبوهة عنهما.
هناك في أجزاء من اليمن غير محافظة عدن مقاومة شرسة وقوية، وصمود من الشرفاء اليمنيين لا يضاهى لإفشال المخطط الإيراني، وهذا ما يحدث في الجنوب وغير الجنوب، والجهات المحايدة تتحدث عن أن المسألة مسألة وقت وينتصر اليمنيون الشرفاء على أعداء أمن واستقرار واستقلال اليمن، وهذا الانتصار في عدن واستعادة مطارها ومينائها، حتى وإن احتاج قبل تحقيقه إلى مزيد من الوقت، إلا أن النهاية كانت هكذا، مع أن حسمها كان يمكن أن يكون مبكراً، لولا الالتزام الإِنساني والأخلاقي، والحرص على عدم تعريض المدنيين ومؤسسات الدولة والبنية التحتية للخطر، سواء من جانب قوات التحالف، أو من القوى اليمنية في الداخل التي ترفض الانقلاب، وتصر على إبعاد اليمن عن شبح حرب تقودها إيران عبر عملائها وأدواتها في البلاد.
تكثيف التواجد الإعلامي المخلص والنزيه للقضية اليمنية أمر مهم، ويخدم الأشقاء الشرفاء في اليمن، خاصة حين يوظف التحليل والخبر وفي جميع وسائل الإعلام لصالح اليمن وشعبه، مقابل ما تطرحه الدكاكين الإعلامية المشبوهة من أكاذيب بأبواقها وأقلامها، وهو ما سوف يعرِّيها، ويكشف تضليلها، ويضع العالم أمام صورة أخرى صادقة غير الصورة المشبوهة التي يتناقلها إعلام العدو باستمرار وبكثافة عالية عن الوضع المتأزم في اليمن.
* الجزيرة السعودية