محمد فكري
«اليوم عدن .. وغدا تعز وصنعاء».. هذا هو حال لسان رجال المقاومة اليمنية الذين تمكنوا من تطهير عدن من الانقلابيين الحوثيين، وهو نفس المعنى الذي أكد عليه الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي في كلمته أمس لشعبه مهنئا بالعيد عندما قال «إن ما تحقق من انتصار في عدن .. فاتحة لانتصارات متوالية حتى يستعيد اليمنيون بلادهم ويحققوا أحلامهم التي قدموا من أجلها التضحيات الجسام».
وتفتح هذه العملية النوعية التي أطلقت تحت غطاء جوي من قوات التحالف، استهدف تجمعات ومخازن أسلحة الحوثيين وحلفاءهم، الطريق أمام الجيش الشرعي مدعوما بالمقاومة الشعبية إلى التقدم نحو تحرير لحج وتعز من خلال خطة متكاملة كشف عنها ياسين مكاوي مستشار هادي لتحرير المناطق الأخرى التي تئن تحت وطأة احتلال مذهب بغيض خطط لخطف اليمن إلى مستنقع الطائفية والتشرزم.
وما من شك أن عملية «السهم الذهبي» التي طهرت عدن بعد ثلاثة أشهر من التدمير والترويع والتهجير، سيكون لها تأثير كبير في تحريك الأوضاع لطرد المتمردين من المناطق الأخرى، وهو ما سوف تكشف عنه الأيام المقبلة، خاصة في ضوء القرار الاستراتيجي بعودة حكومة خالد بحاح ومسؤولين أمنيين إلى عدن المحررة لممارسة مهامها في معالجة تداعيات المأساة التي خلفتها المليشيات العنصرية.
إن العملية العسكرية التي تقودها مقاومة عدن الباسلة تمثل العد التنازلي لطرد الحوثيين ليس من الجنوب فحسب بل من اليمن كله، بعدما ثبت للجميع أنه ليس للتمرد «حاضنة اجتماعية» وأنهم يستقوون بقوى خارجية... إن ما جرى في عدن وما سيجري في اليمن قريبا يؤكد أن «الانقلاب إلى زوال ولو طال المطال»..