الأرشيف

ما بعد التمديد لليمنيين

الأرشيف
الأحد ، ١٢ يوليو ٢٠١٥ الساعة ١٠:٥٢ صباحاً

هاشم عبده هاشم


•• تعامل المملكة اليمنيين بشكل عام والمقيمين منهم في داخل المملكة تحديداً معاملة خاصة تقترب -إلى حد كبير- من معاملتها لأبنائها لأسباب عديدة يرد في مقدمتها ثلاثة عوامل رئيسية هي:

•• الامتزاج الشديد بيننا وبين الإخوة اليمنيين.. بحكم الجوار.. والتصاهر.. والروابط الاجتماعية والإنسانية.. وكذلك التقارب الفكري الشديد.. بدرجة لا يشعر فيها أحدنا بأن الآخر غريب عنه.

•• المصالح الحيوية المشتركة.. وهي مصالح فرضتها الجغرافيا.. وأوجدتها سلاسة الحركة على الحدود بين البلدين.. في الظروف العادية على مدى التاريخ الطويل..

•• وجود عدد كبير من الأسر الكريمة التي استوطنت هذه البلاد منذ بداية تكوُّنها وساهموا مساهمة فعالة في إنعاش وتنمية اقتصادها.. وإقامة بناها الأساسية بجهود ذاتية خارقة حتى اصبحوا يشكلون مكوناً أساسياً مهماً في بلد يعتز بهم.. وبمواطنتهم الأمينة والصادقة وبدورهم البارز في تعزيز وتوثيق العلاقة مع الجار القريب منا وإلى نفوسنا.. واستقطابهم لأعداد كبيرة من أبنائه للعمل والحياة معنا.. حتى أصبحوا جزءاً من هذه البلاد وبعضاً من تاريخها العربي الأصيل باعتبارنا أبناء جزيرة عربية واحدة.. وباعتبارهم.. هم أيضاً موطن العروبة الأصيلة كذلك..

•• من هذا المنطلق.. فإن اليمنيين مرحب بهم في المملكة باستمرار حتى في أسوأ الظروف.. وحتى في ظل المحاولات اليائسة التي قام بها البعض لشحن النفوس وتخبيثها بيننا رغم إدراكنا لحقيقة مشاعر هذا الشعب تجاهنا..

•• ونحمد الله تعالى أن ساهمت الأحداث والمصائب والكوارث التي ادلهمت على اليمن في فترات كثيرة.. ساهمت في ترسيخ قواعد الشعور المتبادل بين الشعبين وأوقفت الشعب اليمني باستمرار على حقيقة ما تريده المملكة لهم.. وما يحمله الشعب السعودي تجاههم..

•• وعندما صدرت التوجيهات الكريمة بتاريخ 13/7/1436ه بالتعامل مع الأشقاء الموجودين بالمملكة بصورة غير نظامية تعاملاً خاصاً وتم تسوية أوضاع قرابة مليون يمني دخلوا المملكة في ظروف الحرب التي فرضها الحوثيون وعلي عبدالله صالح على بلادهم وشردوهم في كل اتجاه.. فإن ذلك كان بمثابة دليل جديد على أن هذه البلاد تقف إلى جانب هذا الشعب.. بعد أن أطلقت "عاصفة الحزم" لحمايته وتأمين سلامته.. وإيقاف المؤامرة التي تريد الاستيلاء على بلدهم وإلحاقه بركب منظومة إيران وإدخاله في قائمة الصراعات العرقية والمذهبية التي تعيشها المنطقة.

•• ورغم تصحيح أوضاع هذا العدد.. إلا أن المملكة استجابت أيضاً لطلب القيادة الشرعية ومددت الفترة إلى نهاية شهر شوال القادم استمراراً لسياستها الأزلية في التعامل الكريم مع الإنسان اليمني.. املاً في أن تكون كافية لإنجاز هذه المهمة.

•• والأهم من كل هذا هو أن يُدرك الأشقاء في اليمن أن المملكة لم.. ولن تتخلى عنهم في كل الظروف.. وأنها لن تدخر جهداً من الآن فصاعداً لكي تحقق لليمنيين ما طالبوا به منذ فترة.. وحان الوقت الآن لترجمته إلى واقع يدمجهم في منظومتهم الخليجية بعد أن تُصحح الأوضاع في بلدهم وتزول آثار الكارثة الحالية التي نزلت بهم وحلت عليهم بدعم وتأليب من إيران..

•• وما نتمناه الآن لهم هو أن يمدهم الله بالصبر والعون حتى يتمكنوا من إزالة هذه الغمة عن بلادهم.. ويتخلصوا من عناصر الشر التي باعت بلدهم للغرباء والطامعين.. لأنه بدون جهودهم الذاتية النابعة من إخلاصهم لتراب بلادهم.. وتمسكهم بعروبتهم.. ومحافظتهم على أصالتهم.. فإن اليمن مهدد بما هو اخطر وأعظم سوءاً.. وإن كانت المملكة ودول التحالف لن تسمح بهذا.. لأن اليمن بالنسبة لنا عمق استراتيجي مهم.. ولأن اليمنيين مكون أساسي في جزيرة وخليج عربيين أصيلين.. ولا يمكن القبول بالتعدي عليه أو تلويث هويته العربية والإسلامية والصحيحة على الإطلاق.

• ضمير مستتر:

•• تُقطع اليد التي تمتد إلى اليمن.. بتضامن شعبها.. وتعاون ومؤازرة أبناء الجزيرة والخليج لهم.. لأنه لا مكان للغرباء بيننا..

/نقلا عن الرياض/

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)